الرئيسيةدولي

العودة للمكاتب.. الموظفون على أهبة الاستعداد لما بعد الجائحة

هاشتاق عربي - بيليتا كلارك

شارك هذا الموضوع:

من بين جميع الموظفين الذين عادوا إلى المتاجر والمطاعم في إنجلترا بعد تخفيف قواعد الإغلاق الأسبوع الماضي، أتساءل: كم عدد الأشخاص الذين مثل روس هانبري؟

كان الشاب البالغ من العمر 39 عاما مدربا للياقة البدنية ويعمل منذ ما يقارب 20 عاما في الصالات الرياضية والمدارس ونوادي الرجبي في لندن.

إنه يرى كثيرا من الأشخاص من خلفيات متنوعة، لذلك هو يعلم أن الوباء أثر في الناس بعدة طرق مختلفة. يساعد ذلك على شرح ما فعله الإثنين الماضي، عندما عاد أخيرا إلى صالة الألعاب الرياضية في غرب لندن حيث كان يجري تدريبا شخصيا. قال لي ذلك اليوم ” كان سؤالي الأول للناس هو ’كيف قضيت الوقت خلال الإغلاق التام؟‘”، مضيفا “وبعد ذلك، بناء على رد فعلهم، إما أعطيهم إجابتي الصادقة أو إجابتي المخففة”.

جوابه الصادق هو أنه قضى وقته بشكل جيد خلال الجائحة. لم يفقد عمله. لم يتدن وضعه بسبب الوباء أو وضع أي صديق أو قريب. لكنه لا يتسرع في الحديث عن هذا الأمر، لأنه يعرف الكثير من الأشخاص الذين نهشهم كوفيد. المفجوع. العاطل. المفلس. المريض. أذهلني سلوك هانبري المدروس باعتباره منطقيا للغاية عندما يتم إعادة آلاف الموظفين معا للمرة الأولى منذ شهور، وغالبا دون أدنى فكرة عما مر به كل منهم.

للأسف، نهجه ليس هو النهج السائد بأي حال من الأحوال، ولهذا السبب يستعد خبراء الموارد البشرية لتكرار الغضب البائت والكلمات الغاضبة التي انتشرت عندما عاد الناس إلى العمل بعد رفع الإغلاق في وقت سابق العام الماضي.

يقول ديفيد دي سوزا، مدير العضوية في معهد تشارترد للأفراد والتنمية: “لقد رأينا قدرا كبيرا من الاحتكاك في أماكن العمل. كانت لديك مجموعة من الأشخاص لديهم تصورات مختلفة بشكل كبير عن تجربة الآخر، وكانوا على اتصال ببعضهم بعضا”.

ولد هذا ما يسميه دي سوزا “الاستياء التنظيمي” بين المجموعات المختلفة من الموظفين، الذي يبدو أنه بدأ يظهر من جديد هذا العام. لطالما كانت الفجوة بين أولئك الذين لا يستطيعون العمل في المنزل والذين لا يستطيعون العمل مطلقا كبيرة، خاصة إذا كان من هم في الخطوط الأمامية يحصلون على رواتب أقل. توقع الفجوة هذه المرة بين من تلقوا اللقاح ومن لم يتلقوه.

لكن أحد أخطر التهديدات للوئام في المكتب هو الهوة العميقة التي تفصل بين أولئك الذين كانوا وما زالوا يعملون بموجب مخططات الإجازة الحكومية التي تدفع للناس مقابل ساعات عمل في وظائف كان من الممكن أن يتم الاستغناء عنها لولا ذلك.

يجب أن يكون الرؤساء على دراية بأن المخططات قد وفرت “مجموعة جديدة ومميزة داخل المجموعة وخارجها” من الموظفين، حسب بيرن كاندولا، وهي شركة متخصصة في علم النفس التجاري. بالنسبة للموظفين المتفرغين الذين يتعاملون مع الأزمة، فكرة الدفع للبقاء في المنزل قد تبدو وكأنها عطلة. لذلك عندما عاد الموظفون الذين خرجوا من العمل متوقعين إجازة فعلية في الصيف، لم يكن الأمر دائما جيدا، كما أوضح عديد من الأشخاص عبر منصة تويتر الأسبوع الماضي.

شعر أحدهم بالحيرة لأن الموظفين الذين سرحوا من غير مرتب لم يجبروا على التنازل عن إجازاتهم. وكتب آخر: “أنا سعيد جدا لأنني عملت كل أسبوع سخيف خلال هذا الوباء، لذا فإن خطة الإجازة يمكن أن تعمل بشكل جيد”.

بالنسبة للموظفين المسرحين، من الواضح أن الأشخاص الذين احتفظوا بوظائفهم بأجر كامل من الممكن أن يبدوا كالمحظوظين.

فكر في سكوت ووكر، وهو مواطن آخر من لندن يبلغ من العمر 39 عاما تحدثت إليه أخيرا. أنهت الأزمة المالية في 2008 مسيرته المهنية الأولى عامل حجارة، لذلك قام بتغيير مساره وقضى أربعة أعوام في الحصول على شهادة في الهندسة، ما أدى في النهاية إلى عقد عمل في تصميم الأنظمة الميكانيكية للمتنزهات الترفيهية ومجموعات حفلات موسيقى الروك الكبيرة. كان العمل مجزيا لكنه غير آمن، لذلك شعر بالارتياح لحصوله أخيرا على وظيفة بدوام كامل في شركة هندسية مقرها لندن – قبل تفشي الوباء مباشرة.

هو أب لطفل يبلغ من العمر عامين، مع طفل جديد في الطريق، وقد أمضى الآن وقتا أطول في الإجازة منه في العمل، لأن كوفيد أثر في الحفلات الموسيقية والمتنزهات الترفيهية. يقول: “لقد كان مرهقا بشكل استثنائي”، مضيفا أن الخوف من فقدان الوظيفة بشكل دائم كان مستمرا. “بدأت أفكر في أنني سأضطر إلى تغيير مهنتي مرة أخرى. لكنني كنت أقول، لقد تقدمت في السن للقيام بذلك مرة أخرى”. ومن المقرر أن يعود ووكر إلى عمله قريبا. عندما يعود مرة أخرى، آمل أن يجد تفهما أكثر من الاستياء. يبدو أنه أقل ما يستحقه الموظفون أمثاله.

فايننشال تايمز

صحيفة بريطانية دولية تتحدث عن الأعمال، يتم نشرها في لندن منذ تأسيسها في عام 1888 من قبل جيمس شيريدان وأخوه. هناك اتفاق خاص بين فايننشال تايمز وصحيفة الاقتصادية السعودية يتم بموجبها ترجمة لأهم مقالاتها يوميا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى