الرئيسيةريادة

أحيانا يجب دفع أجر مقابل النوم أثناء العمل

هاشتاق عربي - ساره أوكونور

شارك هذا الموضوع:

هل من الممكن أن تكون في العمل، وبالتالي تستحق الحد الأدنى للأجور من الناحية القانونية، وأنت نائم في السرير؟ ماذا لو كنت تقود سيارة أوبر شاغرة تنتظر أن يتم تعيين راكب لها؟

كانت هذه الأسئلة في صميم قرارين حديثين للمحكمة العليا في المملكة المتحدة، أجاب عليهما القضاة بـ “لا” و”نعم” على التوالي. القضيتان لا تهمان الأطراف المعنية فقط. إذا أخذناهما معا، فإنهما تظهران أن القانون غير متماسك وغير مطبق فيما يتعلق بمسألة ذات أهمية متزايدة: كيف نعرف العمل ونضمن حصول الأشخاص على أجور عادلة مقابل ذلك، حتى في الوقت الذي تكون فيه حدود مكان العمل ويوم العمل آخذة في التلاشي.

في قضية أوبر، خلص القضاة إلى أن السائقين كانوا موظفين في الوقت الذي تم فيه تسجيل دخولهم إلى التطبيق وكانوا متاحين للركوب. استنتج القضاة أنه حتى عند الانتظار دون وجود أحد في السيارة، فإن السائقين كانوا يقدمون خدمة لـ “أوبر”.

بحسب ما جادل أحد الأحكام الصادرة عن المحكمة الابتدائية: “من الضروري لأعمال “أوبر” الحفاظ على مجموعة من السائقين الذين يمكن استدعاؤهم عند ظهور طلب على خدمات القيادة. تعتمد تجربة الراكب الممتازة التي تسعى المنظمة إلى توفيرها على قدرتها على توفير السائقين للركاب في أسرع وقت ممكن. كي تكون واثقة من تلبية الطلب يجب في أي وقت أن يكون بعض سائقيها يحملون الركاب وبعض آخر ينتظر الفرصة لفعل ذلك”.

في القضية الأخرى، طلب من عاملة رعاية تعمل في مؤسسة مينكاب Mencap الخيرية أن تنام في منزل أحد عملائها من الفئات المستضعفة “لتكون له أذنا صاغية” ولتتعامل مع أي حالة طارئة. كانت تتقاضى أجرا أقل كثيرا من الحد الأدنى للأجور لهذه النوبات الليلية. لكن القضاة رفضوا مطالبتها بالأجور غير المدفوعة، مستشهدين بتوصيات من لجنة الأجور المنخفضة بأن الحد الأدنى للأجور لا ينطبق على موظفي النوبات الليلية عندما ينامون في مكان العمل.

إذا وضعناهما جنبا إلى جنب، هذان الحكمان متضاربان. لدى العاملين في الرعاية كثير من القواسم المشتركة مع سائقي “أوبر”. وهم، أيضا، يقدمون خدمة لصاحب العمل عندما يؤدون نوبات ليلية ينامون أثناءها في مكان العمل. هم ليسوا موجودين فقط في الحالات الطارئة، لكن شركات الرعاية بحاجة إليهم ليكونوا هناك للوفاء بالتزاماتها التعاقدية للسلطات المحلية، التي بدورها تكون قادرة بعد ذلك على الوفاء بالتزاماتها القانونية.

تتطلب النوبات الليلية أيضا أن يقضي العاملون بعض الوقت بعيدا عن منازلهم ومسؤولياتهم. قد يحتاجون إلى ترتيب ودفع تكاليف رعاية الأطفال لأطفالهم.

بالنسبة إلى ديردري ماكان، أستاذة القانون في جامعة دورهام، قضيتا أوبر ومينكاب مثالان على ظاهرة أوسع: ممارسات التوظيف التي “تستنزف من يوم العمل الوقت المدفوع أجره” حيث لم يعد يحصل الأشخاص على رواتبهم أو تتم حمايتهم من قبل قانون العمل من أجل جميع العمل الذي يؤدونه.

الاستخدام المكثف للعقود التي لا تلزم العامل بحد أدنى من ساعات العمل يعد طريقا آخر يمكن من خلاله أن يتأكد أصحاب العمل من وجود الموظفين باستمرار دون الحاجة إلى دفع أجورهم خلال أوقات الركود. ينص أحد العقود التي رأيتها بين مزرعة وعمالها الموسميين على الآتي: “في الوقت الذي لسنا فيه ملزمين بتزويدك بأي عمل بموجب هذا العقد أو توفير الحد الأدنى من ساعات العمل في أي يوم أو أسبوع، يجب أن تكون مستعدا للعمل عند الطلب”. نظرا لأن مزيدا من الأشخاص يعملون من المنزل بفضل الجائحة، فإن الخطوط الفاصلة بين العمل وأن يكون العامل متاحا من الممكن أن تصبح أكثر ضبابية.

تجادل ماكان أن وقت العمل لا ينبغي أن تحدده مشقة العمل، بل الفترات التي يكون فيها العامل تحت تصرف صاحب العمل. تقول: إن الهدف يجب أن يكون “التعرف على الفترات التي يقضيها الموظفون بعيدا عن عائلاتهم أو أي جوانب أخرى من حياتهم، وتعويضها، وتقييدها”.

لكن “أوبر” اختارت أن تتجاهل رأي المحكمة العليا بشأن وقت العمل. وتخطط لمعاملة السائقين باعتبارهم موظفين فقط في الوقت الذي يتم فيه تكليفهم برحلة. من المفهوم أن “أوبر” تريد تجنب سيناريو يمكن للسائقين من خلاله تسجيل الدخول في الساعة الرابعة صباحا للحصول على الحد الأدنى من الأجور مقابل عدم فعل أي شيء. لكن هناك حلول أكثر إبداعا من حرمان السائقين من أجور نحو 40 في المائة من الوقت الذي يقولون إنهم يقضونه بين الرحلات.

بحسب مارك جراهام، الأستاذ في معهد الإنترنت في جامعة أكسفورد، بإمكان أوبر، مثلا، زيادة أجر السائقين لتعكس متوسط الوقت الذي يقضونه بين المهام. قال: “قد تكون هذه طريقة للتعامل مع هذا الأمر، لكنها حتى لا تعترف به”.

في حين تنظر الحكومات في جميع أنحاء العالم في كيفية إعادة رسم قوانين التوظيف للقرن الـ 21، بما في ذلك أعمال الرعاية والوظائف المؤقتة، يجب أن تتمسك بمبدأ أساسي. إذا أراد أصحاب العمل أن يكون هناك أشخاص تحت تصرفهم، فعليهم أن يتوقعوا أن يدفعوا أجورهم مقابل ذلك.

المصدر
الاقتصادية

فايننشال تايمز

صحيفة بريطانية دولية تتحدث عن الأعمال، يتم نشرها في لندن منذ تأسيسها في عام 1888 من قبل جيمس شيريدان وأخوه. هناك اتفاق خاص بين فايننشال تايمز وصحيفة الاقتصادية السعودية يتم بموجبها ترجمة لأهم مقالاتها يوميا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى