الرئيسيةدولي

نوايا جوجل الإعلانية تثير قلق المنافسين

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – ريتشارد ووترز

في عالم الإعلان عبر الإنترنت، أن تبقى ذا صلة هو أمر نسبي. قد لا يفي نظام استهداف الإعلانات بالمثالية المتمثلة في توصيل الرسالة الصحيحة تماما إلى الشخص المناسب في الوقت المناسب – لكن إذا كان هذا هو أفضل البدائل المتاحة، فستتبعه دولارات الإعلانات.
لذلك من السهل أن نفهم شعور الرهبة الذي يشعر به كثير من الناشرين على الإنترنت وشركات تكنولوجيا الإعلان، لأن أحد العناصر الأساسية للإنترنت المدعوم بالإعلانات – ملفات تعريف الارتباط للطرف الثالث – ينطلق انطلاقة مزدهرة. كانت أبل أول من قرع ناقوس الموت لهذه المعرفات التي تتعقب المستخدمين أثناء تنقلهم عبر الويب، وحظرتها في متصفحها “سافاري”. قالت جوجل إن متصفحها “كروم”، الذي يشكل أكثر من نصف حركة المرور عبر الويب، سيتوقف عن دعمها بحلول أوائل 2022.
قد لا يهم إذا كانت ستجعل الجميع على قدم المساواة في مستقبل أكثر احتراما للخصوصية. لكن الخطط المتحاربة لما سيحل محل ملفات تعريف الارتباط – وقدرة جوجل على تشكيل المستقبل لمعظم الصناعة – تجعل ذلك بعيد الاحتمال.
قدمت شركة البحث العملاقة أحدث عروضها حول هذا الموضوع الأسبوع الماضي. وفي هذه العملية كسبت لنفسها عناوين الصحف المغرية التي تعد بإنهاء عصر التنميط الشخصي القائم على تتبع الويب الذي يتعدى على الخصوصية. لكن بالنسبة للمنافسين أصبح الأمر يبدو كما لو أن جوجل تسعى إلى شيطنتهم عمدا لإمالة الجمهور نحوها.
في الأسبوع الماضي، مثلا، سعت إلى إلقاء ظلالها على استخدام عناوين البريد الإلكتروني للمساعدة على استهداف الإعلانات. وحذرت من أنه إذا أقدم الناشرون على دمج عناوين البريد الإلكتروني لمستخدميهم مع البيانات التي تحتفظ بها الشركات الأخرى لإنشاء ملفات شخصية، فمن المرجح أن يرفض كل من مستخدمي الإنترنت والمنظمين الفكرة. بغض النظر عن أن جوجل نفسها لديها مجموعة عظيمة من المعلومات الشخصية حول الأشخاص الذين سجلوا الدخول على خدماتها الخاصة، ولا تواجه أي عقبات في تكوين صورة دقيقة للغاية لاهتماماتهم.
بصفتها مالكة لمتصفح الويب الأكثر استخداما والأجزاء الرئيسة من سلسلة التوريد الخاصة بتكنولوجيا الإعلان وبعض خدمات الإنترنت المدعومة بالإعلانات الأكثر استخداما، تتمتع جوجل بقدرة واضحة على تشكيل المستقبل للجميع. مثلا، ستتبع خدمات الإعلان الخاصة بها تقنيات ما بعد ملفات تعريف الارتباط الجديدة، التي يطلق عليها اسم مبادرة حماية الخصوصية Privacy Sandbox، التي تتم تجربتها عبر كروم، ما يضمن لها رواجا واسعا. فهل من المدهش أن يشعر المنافسون بالقلق من أن جوجل تحاول إعادة تشكيل الشبكة المفتوحة على صورتها الخاصة؟
تحافظ رؤية جوجل لعالم ما بعد ملفات تعريف الارتباط على قدر مذهل من الأسلوب القديم. الأهم من ذلك أن تتبع مستخدمي الإنترنت أثناء تصفحهم للويب في كروم لن ينتهي. ما سيتغير هو أن البيانات لن يتم إدخالها بعد الآن في سلسلة التوريد الخاصة بالتكنولوجيا الإعلانية، حيث تتعرض لخطر التسريب. بدلا من ذلك ستبقى في متصفح المستخدم الخاص. سيتم استخراج “الإشارة” من البيانات وتجميعها مع مستخدمين مشابهين آخرين لإنشاء “مجموعات” يمكن بيعها للمعلنين في شكل حزمة.
قد يكون ذلك أكثر أمانا، لكن بالنسبة للمستخدمين هذا يعني أن تجربة الإعلان عبر الإنترنت لن تتغير. ستظل الرسائل مرتبطة ارتباطا وثيقا بعادات تصفح الويب لديك، وستظل تتبعك من موقع إلى آخر.
يؤدي هذا إلى إنشاء عالم من رؤى الخصوصية والمصالح التجارية المتضاربة. لقد قام متصفح سافاري وفايرفوكس من أبل بتحويل وجهيهما ضد التتبع، ومن المرجح بدلا من ذلك قبول المعرفات الشخصية لاستهداف الإعلانات، مثل تلك التي طورتها شركة تكنولوجيا الإعلانات، ذا تريد ديسك. من ناحية أخرى، أشارت جوجل إلى أنها سترفض المعرفات وستحتفظ بنسختها الخاصة من التتبع.
ليس من المستغرب أن خطر قيام جوجل بإعادة بناء عالم الإعلان عبر الإنترنت وفقا لمصالحها الخاصة يجعل بعض المنظمين يشعرون بالتوتر. تدرس هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة الخطة، محذرة من أنها تجعل المتصفح “عنق الزجاجة”. السر يكمن في التفاصيل. هل ستحصل جوجل على أي ميزة إعلامية من قدرتها على إنشاء مجموعات المستخدمين؟ وهل ستمكنها ملكيتها للمتصفح من توجيه المزيد من الأعمال إلى خدماتها الأخرى؟
حتى لو كانت هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة، فستكون جوجل قد صممت نظاما يعكس مصالحها القوية. عند استخدام محرك البحث الخاص بها للبحث عن الأحذية، مثلا، ستظل جوجل قادرة على تقديم إعلانات “نايكي” – يتم تسليمها من خلال المجموعات الجديدة – أثناء زيارتك لمواقع أخرى عبر الويب.
وخلف كل ذلك سيظل لدى جوجل مجموعة لا مثيل لها من المعلومات حول مستخدمي خدماتها الخاصة، التي ستكون خالية من القيود الموضوعة حول معالجة بيانات الطرف الثالث. كل ذلك يضيف إلى حصن من البيانات التي قد تبدو أكثر حصانة بعد زوال ملفات تعريف الارتباط للطرف الثالث.

بواسطة
الاقتصادية

فايننشال تايمز

صحيفة بريطانية دولية تتحدث عن الأعمال، يتم نشرها في لندن منذ تأسيسها في عام 1888 من قبل جيمس شيريدان وأخوه. هناك اتفاق خاص بين فايننشال تايمز وصحيفة الاقتصادية السعودية يتم بموجبها ترجمة لأهم مقالاتها يوميا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى