الرئيسيةمقالات

المهارات الرقمية.. مفتاح المستقبل 102

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – وصفي الصفدي

في مقال سابق تطرقنا للحديث عن المهارات الرقمية، مفتاح المستقبل واستكمالا لتلك المقالة، نرى أنه من الضروري أن تتبنى الحكومات، المؤسسات، والشركات استراتيجيات، برامج، وخارطة طريق واضحة المعالم لتدريب وتطوير وتأهيل الكفاءات والموارد البشرية لإدماج المهارات الرقمية ضمن مراحل التعليم المختلفة من المرحلة الابتدائية وحتى المراحل الدراسية الجامعية وما بعد الجامعة وصياغة برامج التدريب على المهارات الرقمية للعمل وريادة الأعمال والاقتصاد الرقمي.

ولا ننسى أن كثير من الشركات الكبرى اليوم اصبحت تعتمد بشكل كبير عند توظيف الاشخاص على مهاراتهم وخبراتهم الحياتية والرقمية أكثر بكثير من الشهادات الجامعية لما لها من دور كبير في تطوير الحياة والمعاملات الرقمية التي نعيشها مع الثورة الصناعية الرابعة وتطوير شبكات الجيل الخامس وخاصة مع بدء الحديث عن الثورة الصناعية الخامسة وشبكات الجيل السادس والتي سيكون لها آثار أكبر بكثير في تطوير العالم الرقمي من حولنا.

لكي نقوم بتطوير الاستراتيجيات الرقمية، يجب علينا تحديد الأولويات والفئات المستهدفة، وضع برامج تطوير المهارات الرقمية على عدة اصعدة أو مستويات حسب القطاعات التي سيندمج فيها الكوادر المدربة وخاصة أن العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحاجة لمهارات متقدمة ومتطورة مختلفة عن المستخدم العادي للأنظمة الرقمية.

https://www.hashtagarabi.com/133154/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%82%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%81%d8%aa%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d9%84/

فإذا ما قسمنا هذه المهارات حسب حاجة سوق العمل فإننا نستطيع أن ندرج ذلك تحت ثلاثة مستويات رقمية وكل مستوى يندرج تحته برامج تدريبية مخصصة:

المستوى الاول ويعُنى بالمهارات الرقمية الأساسية مثل استخدام الحاسوب الشخصي، استخدام البرامج المكتبية، تقديم العروض، تصفح الانترنت، استخدام البوابات والمنصات الرقمية، استخدام التطبيقات الذكية، مبادئ الحفاظ على الخصوصية الرقمية ومقدمة عن الجرائم الإلكترونية وحقوق المستخدم الرقمي وغيرها من المعلومات العامة التي تخص الاستخدام الرقمي.

المستوى الثاني ويعُنى بالمهارات الرقمية المتوسطة ويندرج تحتها على سبيل المثال وليس الحصر التسويق الرقمي، المحتوى الرقمي سواء الكتابي أو المرئي، تحليل البيانات، والتصميم الجرافيكي وغيرها.

المستوى الثالث وهو المستوى المتقدم أو المتطور والذي بالعادة يكون مخصص للعاملين بقطاع تكنولوجيا المعلومات أو الشغوفين بالتكنولوجيا الرقمية ويندرج تحتها البيانات الضخمة، الأمن السيبراني، انترنت الأشياء، بلوك تشين، الروبوتات، الذكاء الاصطناعي، الواقع المعزز والافتراضي، الطباعة ثلاثية الابعاد، والحوسبة السحابية، وغيرها من الانظمة المتقدمة والمتطورة.

لتحقيق الاستراتيجيات الرقمية، يجب تكافل الجهود الوطنية بين القطاعين العام والخاص والعمل على مراجعة شاملة لمقومات البنية التحتية، التعليم والتعليم العالي، كفاءات سوق العمل والبرامج التدريبية، السياسات التجارية والصناعية، الضرائب، قوانين الاستثمار، ريادة الاعمال والاقتصاد الرقمي والذي يساعد الحكومات في تحقيق اهداف التنمية المستدامة.

العاملون في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحاجة لمهارات متقدمة ومتطورة مختلفة عن المستخدم العادي للأنظمة الرقمية

طبعا، عند التحدث بهذا الشكل ولإنجاح هذه الاستراتيجيات يتوجب على قادة التحول الرقمي إشراك أصحاب المصالح في برنامج التحول الرقمي من المجتمع المدني، للمؤسسات، للدوائر، للشركات، للتعليم، للصحة، للصناعة، لتنمية القوى البشرية والعاملة، للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من القطاعات الأخرى والتي تعد من عناصر التغيير للتحول الرقمي. فكل جهة صاحبة اختصاص في دراسة الاحتياجات ومتطلبات المرحلة القادمة من برنامج التحول الرقمي، وكي لا يكون هناك فجوة في تحديد الأولويات والاحتياجات فمن الممكن أن يتعدى ذلك ليكون على المستوى الإقليمي، أو الدولي حتى لا نفقد فرصتنا في المنافسة ضمن الأسواق المحلية، الإقليمية، أو الدولية سواء كانت بتوفير الفرص التدريبية أو تغطية احتياجات سوق العمل الإقليمي أو الدولي بكفاءات مهنية ومدربة على أعلى المستويات والمهارات العالمية.

وخلاصة القول أن المهارات الرقمية اصبحت ضرورة مهمة واساسية من أسس تطوير المجتمعات الرقمية والاقتصاد الرقمي، كما أن وجود كوادر بشرية مهيئة بالشكل الصحيح، يعتبر واحد من مقومات نجاح أي دولة في الوقت الحاضر والمستقبل، ويعطي الدولة القدرة على المنافسة بشكل كبير ضمن الاسواق العالمية وخاصة لدولة مثل الأردن والتي يعتبر فيها الفرد رأسمال الدولة.

وصفي الصفدي

خبير في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بخبرة تزيد عن عشرين عاما، وكان قد عمل في العديد من كبريات الشركات في الأردن والمنطقة العربية التي تعمل في هذا القطاع، في مناصب قيادية، مثل رئيس تنفيذي، ومدير عام، ونائب رئيس تنفيذي، ونائب الرئيس التنفيذي التسويق. والصفدي له خبرة واسعة في مجال تسويق العلامة التجارية، وإدارة الربح والخسارة، الإدارة العامة والقيادة، التخطيط الاستراتيجي، الحملات التسويقية والترويجية، تصنيف الأسواق، خدمة العملاء، تطوير المنتجات، الموارد البشرية، وتكنولوجيا المعلومات، إدارة الموردين، الخدمات اللوجستية، المبيعات وتطوير الأعمال، تطوير ومراقبة مؤشرات الأداء الرئيسية، التحول الرقمي، والتجارة الإلكترونية، والمحافظ الماليه الرقمية، والهوية الرقمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى