الرئيسيةدولي

بيتكوين.. هل يجب أن تستثمر في هذه العملة؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

تعرض عملاق صناعة السيارات الكهربائية والسفن الفضائية، إيلون ماسك، ثاني أغنى شخص في العالم بعد أن انخفضت أسهم شركة تسلا التي يمتلكها بنسبة 8.6 بالمئة الاثنين، مما محى 15.2 مليار دولار من ثروته.

ولا يبدو أن انخفاض تسلا مرتبط حتى الآن سوى بإعلان ماسك قبل أيام بأن المال مجرد “شيفرة”، وأن نظام العملات الرقمية يحتاج لتعديلات خالية من الأخطاء مستقبلا، ،انتقد أيضا في تغريدته الارتفاع الهائل لأسعار عملتي “إيثريوم” و”بيتكوين”، وفقا لما ذكرته “بلومبيرغ”.

وأتى تعليق ماسك رغم استثمار شركته “تسلا” 1.5 مليار دولار في بيتكوين، ما أدى إلى ارتفاع قيمة العملة الأشهر في العالم إلى أكثر من 58 ألف دولار للعملة الواحدة، وهو أعلى سعر في تاريخها لكنها تراجعت، الاثنين، إلى سعر أقل من 50 ألف دولار، مسببة – بالاشتراك مع عملات رقمية أخرى – خسائر تقدر بمئة مليار دولار.

مع هذا، فإن الانخفاض لم يصل إلى قيمة بتكوين الأصلية التي ارتفعت بنسبة 400 بالمئة خلال العالم الماضي مما يطرح تساؤلا جديا عن السبب وراء الإقبال الكبير على عملة يمكن أن ترتفع وتنخفض قيمتها بهذه الدرجة.

ويقول الإعلان الترويجي لبيتكوين إنها تتميز عن الأموال العادية بأن التعاملات فيها تتم بدون الحاجة إلى بنوك، كما إن سعر التحويلات من شخص أو شركة إلى آخر منخفض بالنسبة لرسوم التحويل عبر البنوك.

نشأة بيتكوين

رافق الغموض وعدم التأكد نشأة بيتكوين منذ البداية، إذ أن المؤسس/ين الذي اختار/وا الاسم الوهمي “ساتوشي ناكاموتو” لم يكشف عن شخصيته (أو عن شخصياتهم) حتى الآن.

وعرف العالم الاسم أول مرة عام 2009 من خلال ورقة بحثية موقعة بهذا الاسم، حملت فكرة نظام نقدي إلكتروني يسمح بالتعامل المباشر بين الأشخاص (نظام الند للند) ويقول القائمون على هذه الفكرة إنها تهدف لتغيير النظام المالي العالمي بنفس الطريقة التي غير فيها الإنترنت العديد من القطاعات.

ورغم أن ثروة ساتوشي تقدر الآن بأربعين مليار دولار، إلا أن آخر تعامل معه كان في عام 2011، حينما قال في رسالة إلكترونية لحملة “المحافظ” النقدية إنه سيعهد بالشركة إلى المطور الأميركي، غافن أندرسون، الذي يقود عمليات شركة بيتكوين إلى هذا اليوم.

ويقال إن أول عملية شراء تمت بواسطة بتكوين، كانت مقابل قطعتي بيتزا، حينما قام مبرمج يدعى، لازلو هانيتش، بنشر نقاش على منتدى بتكوين يطلب فيه شراء قطعتين بيتزا كبيرتي الحجم مقابل 10,000 بتكوين في 18 مايو 2010.

الآن تبلغ قيمة قطعتي البيتزا هاتين نحو 500 مليون دولار أميركي، في حال كانت القصة صحيحة.

المخاطر

قبل أعوام حذر موقع كيبلينغر الاقتصادي من “مخاطر” الاستثمار في البيتكوين، وقال الموقع إن الاستثمار في العملات الرقمية غير مضمون لأنها، وعلى عكس الاستثمار في قطاعات مثل الصناعات والعقارات، أصول غير منتجة للربح وتعود قيمتها الوحيدة إلى احتمال الارتفاع في أسعارها، كما قال إنه من المحتم تقريبا أن “ينكمش” سعر العملة بعد الارتفاع الكبير فيه.

وقتها كان سعر العملة الواحدة نحو 10 آلاف دولار أميركي، أما الآن فقد تضاعفت قيمتها خمس مرات، مع هذا فإن التحذيرات لا تزال موجودة.

ولا يعود الإقبال الشديد على العملة، بحسب المختص في الاقتصاد، علي حميد، إلى انخفاض قيمة التحويلات البنكية رغم إن هذا “سبب مهم” بحسب حميد.

ويقول حميد لموقع “الحرة” إن العملة بدأت تعامل معاملة أسهم الشركات أو معاملة السلع التي يتم الاستثمار في تقلباتها السعرية، مضيفا “هنا أحد مكامن الخطورة”.

وبحسب حميد فإن “هامش الربح الكبير الذي تحقق للمستثمرين حتى الآن بدأ بإغراء كبار المستثمرين، وهذا يعني تغطية مالية كبيرة للبيتكوين”، مضيفا “بالتالي كل العملات هي مجرد أشياء توافَق الجميع على تحديد قيمة لها من أجل مقايضتها بالسلع، لكن في حالة البيتكوين فإن عدم الاستقرار في قيمتها يجعل منها استثمارا عالي الخطورة”.

وحذرت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، من أن تكون هذه العملات الرقمية “شديدة التقلب وأنا قلقة بشأن الخسائر المحتملة التي قد يتكبدها المستثمرون”.

ووصفت وزيرة المالية الأميركية عملة البيتكوين سابقًا بأنها “مضاربة للغاية”، لكنها قالت إن “العملات الرقمية وجدت لتبقى”، مضيفة أن “فكرة إنشاء دولار رقمي قد تكون مفيدة”.

وانخفضت أسهم شركة تسلا لصناعة السيارات التي يمتلكها إيلون ماسك بنسبة 8.6 بالمئة بعد يوم من “إعلان البيتكوين” كما صار يسمى. في إشارة إلى المخاطر الكبيرة التي تتضمنها المضاربة بالعملات الرقمية.

وهبط ماسك إلى المرتبة الثانية في مؤشر بلومبرج للمليارديرات لأغنى 500 شخص في العالم بقيمة صافية قدرها 183.4 مليار دولار.

واستعاد مؤسس شركة “أمازون”، جيف بيزوس، المركز الأول في قائمة أغنياء العالم حتى مع انخفاض ثروته بمقدار 3.7 مليار دولار إلى 186.3 مليار دولار، يوم الاثنين.

ويقول أغلب ناصحي المستثمرين في الاستثمارات غير المضمونة إنه من الأفضل “أن يستثمر الشخص فيما يمكنه أن يخسره”، أي أن يضع احتمال الخسارة أولاً ويستثمر بمبالغ يستطيع تعويضها.

وتعليقا على الارتفاع الكبير في سعر البيتكوين ثم انخفاضه، قال عملاق التكنولوجيا والبرمجيات الأميركي، بيل غيتس، إنه “محايد” بما يتعلق بعملة البيتكوين.

لكن منافس ماسك على المراتب العليا في قائمة أغنى أشخاص العالم قال لبلومبرغ الاثنين إنه “إذا لم تكن غنيا مثل إيلون (ماسك) فأعتقد أن عليك الاكتفاء بمشاهدة ما يحدث”.

وربما تكون هذه النصيحة هي أفضل جواب على السؤال ما إذا كان من الأفضل أن تستثمر في العملات الرقمية أم لا.

بواسطة
الحرة
المصدر
وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى