الرئيسيةريادة

افعل أقل وأنفق أقل .. تكسب أكثر

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – مايكل ماكينزي

التحرك بسرعة وكسر الأشياء سمة مميزة للشركات المعطلة، وهي سمة يبجلها المستثمرون خلال السوق الصاعدة الحالية.
بالنسبة إلى “روبن هود”، وهي منصة تداول عبر الإنترنت في وادي السيليكون لديها تطبيق جذاب يسهل الوصول إليه، اصطدم التعطيل مباشرة بالحواجز التي تحمي النظام المالي.
في أعقاب ارتفاع أحجام تداول العملاء حول أسهم “جيم ستوب” وغيرها من الأسهم الساخنة، اضطرت “روبن هود” إلى جمع 3.4 مليار دولار في عمليتي حقن منفصلتين لرأسمال في غضون أيام.
من المؤكد أن الشركات الداعمة، بقيادة “ريبيت كابيتال” Ribbit Capital، تتوقع أن شركة الوساطة ستستفيد في النهاية من الدعاية والزيادة الأخيرة في تنزيلات تطبيق التداول الخاص بها. حققت “روبن هود” نجاحا هائلا في جذب جيل جديد من عملاء التجزئة الذين يعتقدون أنها “تتصدى لوول ستريت”. كشفت العام الماضي أن لديها نحو 13 مليون حساب.
لكن التداول العاصف عبر ما يسمى الحسابات الهامشية التي تسمح للمستثمرين بشراء الأسهم بأموال مقترضة يمكن أن يخرج عن السيطرة بسهولة. تم الكشف بشكل صارخ عن أوجه القصور في نهج “روبن هود” تجاه إدارة المخاطر.
أوضح لاري تاب، خبير هيكل السوق الأمريكية، أن “(روبن هود) تلقت للتو ضربة على الرأس بقطعة من الخشب سمكها بوصتين في أربع بوصات “. أضاف: “حجم volume روبن هود مركز للغاية، وإذا أرادت تسهيل التداول في الأسهم التي ترتفع إلى قيمة مبالغ فيها، فهي بحاجة إلى مزيد من رأس المال”.
جمع “روبن هود” للأموال يعكس مطالب غرفة المقاصة. قد تستغرق التسوية القانونية لتداول الأسهم في وول ستريت ما يصل إلى يومين، وخلال تلك الفترة، فإن أسعار الأسهم المتقلبة تزيد من احتمال الخسائر بين المستثمرين.
يضع ذلك “روبن هود” في مأزق لتغطية أي عجز بين عملائها. وباعتبارها عضوا في غرفة المقاصة الأمريكية الرئيسة، يجب عليها أيضا تلبية المطالب بالحصول على مزيد من السيولة لحماية وول ستريت من سلسلة من التداولات الفاشلة التي تسد القنوات المالية. كشف فلاد تينيف، الرئيس التنفيذي لـ”روبن هود”، أن غرفة المقاصة سعت للحصول على ثلاثة مليارات دولار بهامش إضافي، في ذروة عاصفة التداول الأخيرة.
قال جريج مارتن، شريك في “ليكويد ستوك” Liquid Stock، وهي منصة سوق خاصة ساعدت مالكي “روبن هود” على بيع حصصهم: “عندما يخسر الناس الأموال، ذلك يؤدي إلى مشكلات حقيقية وسيتعين على ’روبن هود‘ معالجة المخاطر المرتبطة بقاعدة مستثمرين أقل تطورا”. أضاف: “أستخدم التطبيق وأحب الشركة، لكنها بحاجة إلى التعلم من هذا وأن تكون أذكى بشأنه”.
مطاردة الأسهم الساخنة باستخدام الأموال المقترضة تحدث في مثيلات “إنترآكتيف بروكر” Interactive Brokers و”تشارلز شواب” Charles Schwab، من بين شركات السمسرة الأخرى عبر الإنترنت. لكن هذه المنصات لديها أيضا عملاء كثيرون يشترون ويبيعون مجموعة متنوعة من الصناديق المتداولة في البورصة وصناديق الاستثمار المشتركة والأوراق المالية الفردية التي تتداول عموما عند مستويات معقولة من التقلب، في حين تولد عمولات ورسوم من شركات إدارة الأصول.
في المقابل، لا تكسب “روبن هود” عمولات من عملائها. بدلا من ذلك، يأتي الجزء الأكبر من إيراداتها من بيع طلبات العملاء إلى صناع سوق وول ستريت مثل “سيتادل” و”فيرشو” Virtu، وهي عملية تعرف باسم الدفع مقابل تدفق الطلبات. يحصل صناع السوق على معلومات من تلك التدفقات ويستفيدون منها.
طالما استمر ازدهار التداول اليومي لشركات التجزئة، فستزدهر “روبن هود”. لكن من المحتمل أن تواجه نوبات أخرى تضطر فيها إلى دفع مزيدٍ من الضمانات لغرف المقاصة لتغطية تداولات العملاء كلما ارتفعت الأسهم الساخنة. سيكون هذا مصحوبا بزيادة التدقيق السياسي والتنظيمي على “روبن هود” وقضية الصناعة المثيرة للجدل التي طال أمدها المتعلقة بالدفع مقابل تدفق الطلبات.
قد يكون على “روبن هود” أيضا أن تتكيف مع الإعدام الطبيعي لجماعة التداول اليومي. الارتفاع الأخير في نشاط التجزئة سيؤدي إلى اكتشاف كثير من مستخدمي التطبيق أن النجاح المستمر في التداول أمر صعب للغاية – فقط اسأل صناديق التحوط ومديري الاستثمار النشطين الآخرين.
حتى الشركات التي لم يحالفها الحظ في الازدهار من الشد والجذب في التداول قصير الأجل، من المحتمل أن يبدأ بعضها في التحول نحو موقف استثماري مبني على عائدات متزايدة مع تقلب أقل، مع الحفاظ على رأس المال. هذا يفتح المجال لشركات الوساطة وإدارة الأصول الأخرى لتحقيق مكاسب على حساب “روبن هود”. من بينها ستجد شركة رائدة حقيقية “تتصدى لوول ستريت”.
جاك بوجل صاحب الرؤية، الذي قدم أول صندوق استثماري للمؤشر في 1976، نال الاستحسان على فتح أسواق الأسهم أمام مستثمر التجزئة العادي وخفض التكاليف بعد عام من تأسيسه “فانجارد” المملوكة لمستثمرين. اليوم تدير “فانجارد” أكثر من سبعة تريليونات دولار من الأصول للمستثمرين.
المؤسسات الائتمانية مثل “فانجارد” تركز على مساعدة المستثمرين على جمع ثروة بمرور الوقت من خلال صناديق منخفضة التكلفة تتبع المؤشرات مثل ستاندرد آند بورز 500. تغلبت هذه المنتجات خلال العقد الماضي على عدد كبير من الصناديق الأعلى تكلفة والمدارة بشاط، وفقا لستاندرد آند بورز.
قال بن جونسون، مدير أبحاث الاستراتيجيات السلبية في “مورنينج ستار”: “المستثمرون الذين حققوا أفضل أداء على المدى الطويل هم الذين فعلوا أقل وأنفقوا أقل”.

فايننشال تايمز

صحيفة بريطانية دولية تتحدث عن الأعمال، يتم نشرها في لندن منذ تأسيسها في عام 1888 من قبل جيمس شيريدان وأخوه. هناك اتفاق خاص بين فايننشال تايمز وصحيفة الاقتصادية السعودية يتم بموجبها ترجمة لأهم مقالاتها يوميا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى