الرئيسيةريادة

الخرائط ثلاثية الأبعاد الهدف التالي لوادي السيليكون

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – تيم برادشو

عندما حولت التكنولوجيا الكاميرا، كان التحول من الفيلم إلى المستشعرات الرقمية مجرد البداية. ومع استيعاب الكاميرات في هواتفنا، اكتسبت ذكاء البرمجيات، ما مكنها ليس فقط من التقاط الضوء، ولكن أيضا فهم محتويات الصورة، وحتى التعرف على الأشخاص الموجودين فيها.
بدأ الآن تحول مماثل يحدث للخرائط – وهو أيضا مدعوم بتلك التطورات في تكنولوجيا الكاميرا. في الـ20 عاما المقبلة، سيكون فهمنا الجماعي “للخريطة” غير قابل لأن يتم تحديده من خلال شبكة الطرق والأماكن المألوفة التي صمدت حتى عندما حلت خرائط “جوجل” محل أطلس الشوارع من الألف إلى الياء.
قبل ان يمضي وقت طويل، سيتم التقاط عدد لا يحصى من الأشياء والأماكن وإعادة إنشائها في نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد يمكننا عرضها من خلال هواتفنا أو حتى، في مرحلة ما، على سماعات الرأس. قد يتم ملء هذا العالم الرقمي بصورنا الرمزية، أو تحويله إلى ساحة لعب لأنواع جديدة من الألعاب، أو استخدامها لاكتشاف الطرق والمباني والخدمات من حولنا.
لا يبدو أن أحدا متأكد حتى الآن مما قد يكون عليه التطبيق القاتل لهذا “التوأم الرقمي” لكوكب الأرض، لكن هذا لم يمنع وادي السيليكون من السباق لإنشائه على أي حال. تأمل كل من “فيسبوك” و”أبل” و”جوجل” و”مايكروسوفت”، إضافة إلى مطوري “سناب تشات” و”بوكيمون جو”، في إعادة الحياة إلى “عالم المرآة” هذا، كمقدمة لنظارات الواقع المعزز التي يرى كثيرون في عالم التكنولوجيا أنها الشيء الكبير المقبل.
لوضع كائنات افتراضية في عالمنا، تحتاج أجهزتنا إلى معرفة قوام وملامح محيطها، التي لا يستطيع نظام تحديد المواقع رؤيتها. لكن بدلا من إرسال سيارات بكاميرات بارزة لمسح العالم، كما فعلت “جوجل” لبناء التجول الافتراضي على مدار العقد ونصف العقد الماضي، سيتم رسم هذه الخرائط بوساطة مئات الملايين من المستخدمين مثلك ومثلي. والسؤال هو، ما إذا كنا ندرك حتى أننا قد تم جرنا إلى جيش رسامي الخرائط في وادي السيليكون.
لا يمكنهم فعل ذلك من دوننا. هذا الشهر صرحت “جوجل” أنها ستطلب من مستخدمي الخرائط، لأول مرة، تحميل الصور على تطبيق التجول الافتراضي Street View باستخدام هواتفهم الذكية. يمكن فقط للهواتف التي تعمل ببرنامج الواقع المعزز الخاص بها المسهمة في ذلك.
كما قال مايكل أبراش، كبير العلماء في وحدة سماعات أوكولوس، من “فيسبوك”، لمجلة “فاست كومباني” أخيرا: “الاستعانة بالجماهير يجب أن تكون الطريقة الأساسية لعمل ذلك. لا توجد طريقة أخرى للقياس”.
هذا هو السبب في قيام مطور الألعاب، نايانتك، بتجنيد لاعبيه لإجراء عمليات مسح لنقاط الاهتمام المحلية التي تشكل صالات رياضية (“ساحات القتال” للعبة) ومحطات “بوكي ستوب” في لعبتها الأكثر شهرة، بوكيمون جو. يقول يوجي هيجاكي، رئيس قسم الهندسة في شركة نايانتك: “كلما كانوا أكثر واقعية، كلما كانت اللعبة أكثر روعة”. تم بالفعل رسم خرائط لأكثر من 635 ألف موقع منذ أن بدأ تطبيق مخطط نايانتك في وقت سابق من هذا العام، كما يقول هيجاكي، مضيفا أن كلا منها يتطلب عشرات، أو حتى مئات عمليات المسح لإنشاء نموذج رقمي موثوق.
يتم تحفيز اللاعبين لالتقاط صورة للموقع من خلال الوعد بعناصر داخل اللعبة. اعتمادا على مدى تقديرك لكرات بوكي المجانية، يبدو أن هذا يمثل صفقة جيدة لشركة نايانتك مقابل مثل هذه البيانات القيمة. لكن، الأهم، هو أن على اللاعبين الاشتراك في جهود المسح أولا. سلسلة من المطالبات التي تظهر على الشاشة تحثهم على “الفحص بحذر” و”احترام الآخرين”. يقول هيجاكي: “سيؤدي طرح هذه المطالبات إلى تقليل عدد الأشخاص الذين يقومون بتحميل النسخ الممسوحة ضوئيا، لكننا لا نرضى بذلك”.
لدى “بوكيمون جو” تحذير آخر للاعبين: عدم المسح داخل “المساكن الخاصة” أو غيرها من المواقع غير العامة. على النقيض من ذلك، فإن “فيسبوك” مهتمة جدا بالمواقع غير العامة. في العام الماضي أعدت مشروع بحث يسمى “ريبليكا” Replica لإنشاء نماذج واقعية للمنازل والمكاتب. كتب باحثوها في منشور مدونة أن هذا “يمكن أن يساعدنا على وضع الصورة الرمزية الرقمية لجدتك في المقعد المجاور لك”.
قد يكون هذا حافزا قويا، بعد عام لم يتمكن فيه كثير منا من زيارة جدته في الحياة الحقيقية، لكن التجربة يجب أن تعلمنا الحذر بشأن ما تفكر فيه شركات التكنولوجيا الكبرى عندما تطلب مسح غرف المعيشة لدينا. حين كانت “جوجل” تجمع الصور من أجل التجول الافتراضي، ظهر في 2010 أنها كانت تعترض أيضا البيانات من شبكات الاتصال اللاسلكي، بالإنترنت المفتوحة، أثناء مرور السيارات، واعترفت لاحقا بأن ذلك كان انتهاكا كبيرا للخصوصية. سيكون من الحكمة أن تحذو شركات التكنولوجيا الكبرى مثال نايانتك وتطلب موافقتنا الصريحة قبل امتصاص بياناتنا في عالم المرآة.
مع أحدث الابتكارات في تكنولوجيا الكاميرا ورسم الخرائط، يمكن الآن التنقيب في صورنا للحصول على بيانات أكثر قيمة بكثير مما كان ممكنا قبل عقد من الزمن. يجب أن نفكر مليا قبل أن نساعد وادي السيليكون بشكل أعمى على ارتكاب غزو آخر للخصوصية مستقبلا.

بواسطة
الاقتصادية
المصدر
فاينانشال تايمز

فايننشال تايمز

صحيفة بريطانية دولية تتحدث عن الأعمال، يتم نشرها في لندن منذ تأسيسها في عام 1888 من قبل جيمس شيريدان وأخوه. هناك اتفاق خاص بين فايننشال تايمز وصحيفة الاقتصادية السعودية يتم بموجبها ترجمة لأهم مقالاتها يوميا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى