الرئيسيةمقالات

كورونا تعري الفجوة الرقمية!!! 02

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – وصفي الصفدي

ما أن اجتاحت ازمة كورونا مجتمعاتنا حتى تسارعت الدول والحكومات لتطبيق التعليم عن بعد، وعلى جميع المراحل الدراسية.

ورغم شح الموارد إلا أن الدولة لم تتوانى عن الاستفادة من جميع الموارد المتاحة لإنجاح عملية التعلم عن بعد من خلال البرامج التعليمية عبر شاشات التلفاز، منصات الاتصالات المرئية، تطوير منصات التعلم عن بعد ولقد ساهمت شركات الاتصالات بالعمل على اتاحة النفاذ والوصول لهذه المنصات من استخدام الإنترنت مجانا وخارج حزم وباقات الاشتراكات للزبائن كما قامت شركات التكنولوجيا بتطوير المنصات واطلاقها بزمن قياسي.

نسبة انتشار الإنترنت في الأردن تعد من النسب المتقدمة بحيث وصل استخدام الانترنت من خلال الهواتف الخلوية والتي تعتبر الأساس لارتفاع نسبة الانتشار لـ 88.8 في المئة من اجمالي التعداد السكاني وليس بالضرورة أن كل الأسر قادرة على تحمل كلف الأجهزة الإلكترونية اللازمة لعملية التعلم الإلكتروني أو الافتراضي وخاصة أن العديد منهم يثقل كاهلها ارتفاع كلفة الاشتراك بخدمة الانترنت المنزلي الذي يبلغ معدل كلفته الشهرية حوالي 22 دينار أردني أما خدمات الفايبر تبلغ متوسط كلفته حوالي 40 دينار.

ولكن، حتى نضمن عملية تحول رقمي للتعليم، لا بد من التفكير جديا بتطويع التطور التكنولوجي باستخدام البيانات الضخمة، الذكاء الاصطناعي، وانترنت الأشياء لتحليل قدرات الطلاب ومهاراتهم العقلية وميولهم والذي يساعد أكثر على تحسين العملية التعليمية بما فيها التقييم لقدرات المعلمين.

أيضا، يمكن الاستعانة بالتكنولوجيا لدراسة وتحليل العوامل السيكولوجية للطلاب والعمل على معالجة أي اضطراب نفسي ودمج عوامل التحليل النفسي وقدرات الطلاب على التعلم لتطوير مفهوم التعليم واساليب الشرح والمشاركة الفعالة لدى المعلمين والطلاب واستحداث الأساليب النموذجية للتعليم.

هنا يجب أن نبدأ بطرح تساؤلات حول أنظمة التعليم والمناهج التعليمية وخاصة بعد انهاء المرحلة الإعدادية أو المتوسطة وهنا عليك الاختيار الذي ترغب بالتخصص فيه ويكون ضمنيا على معدل الطلبة وليس على المهارات والقدرات التي يتمتع بها الطلبة وإذا نظرنا إلى تقسيم العلوم في مرحلة مع ما بعد المدرسة، نلاحظ أنها تقسم لعلوم تطبيقية، علوم إنسانية، علوم اجتماعية، علوم طبيعية وغيرها من التقسيمات الأخرى التي من الممكن تتكور مع الزمن والعصر التكنولوجي الذي نعيش.

وبالتالي ممكن أن تكون المرحلة الثانوية هي مرحلة تأسيسية للمرحلة ما بعد المدرسة بما يشابه لحد ما الحياة الجامعية، فيتم خلال هذه السنوات من قياس مهارات وقدرات الطلاب والقسم الذي من الممكن ان يبرع به في المستقبل وبالتالي المساهمة في تحسين المخرجات التعليمية من الناحية العلمية والعملية من خلال ما تم جمعه وتحليله خلال تلك المرحلة وبذلك نكون قد اخرجنا جيل قادر على متابعة دراسته بشغف مصقول بالمهارات والقدرات المطلوبة للمرحلة اللاحقة.

https://www.hashtagarabi.com/132156/%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%ac%d9%88%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%82%d9%85%d9%8a%d8%a9/

لا ننسى ان استخدام الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وتحليل البيانات المتعلقة بالسكان، التوزيع الجغرافي، الفئات العمرية والجنس، النمو السكاني، الفرص الاستثمارية، احتياجات سوق العمل المحلية والدولية، والتركيز بشكل مباشر على تلك الاحتياجات لتلبية سوق العمل والحد من البطالة وخلق فرص لحياة أفضل تكون مشمولة طول فترة الدراسة لخلق نوع من التوعية والمتابعة المستمرة لمتغيرات ومتطلبات أسواق العمل المحلية والدولية.

إذا ما أمعنا النظر في المتغيرات الحديثة والجدية التي تطرأ على المنظومة التعليمية في العالم اليوم وريادة الشركات العظمى مثل مايكروسوفت، غوغل، أمازون، فيسبوك وغيرها من شركات التكنولوجيا العملاقة وأثرها على مختلف الصناعات والقطاعات ومتطلبات مثل هذه الشركات من كفاءات ومهارات لينة أو صعبة على حد سواء مع ما تنتجه مخرجات التعليم اليوم، نرى فجوة كبيرة تتعمق يوميا لتشكل وتدق ناقوس التغيير على مختلف المجالات التعليمية ولتجسير هذه الفجوة لا بد من اعادة هيكلة المنظومة التعليمية وخاصة المرحلة العليا من المدرسة لتشكل اللبنة الاساسية للحياة ما بعد المدرسة والتركيز بشكل اكبر على مفاهيم الاختصاص في مجال الدراسة والمهارات المطلوبة لكل اختصاص مع الاندماج المبكر بسوق العمل وخاصة أن بعض التخصصات تحتاج لمهارات أعلى من التعليم مثل البرمجة والامن السيبراني أو تحليل البيانات او ادارة المشاريع وهذا ما دفع شركة مثل جوجل لتطوير واختزال السنوات الجامعية لعدة أشهر بإصدار شهادات مهنية بعيدا عن الدراسة الجامعية.

مثل هذا التوجه يحدث نقلة نوعية في مستقبل التعليم على الصعيدين الأكاديمي والمهني وبالتالي مثل هذا التغيير يجب أن يتم استثماره لتحسين مناهج التعليم الاساسية، المتوسطة، العليا، والجامعية بما يضمن مخرجات تعليمية وكفاءات قادرة على الانغماس بسوق العمل مباشرة مصقولة بالمهارات المهنية حسب الاختصاص.

حتى نستطيع المضي قدما في هذا الطرح، علينا أن نكون قادرين على أن نغير الاسلوب والمنظومة التعليمية ومحو الفجوة الرقمية الحالية وبناء اجيال قادرة على التعاطي مع المجتمعات الافتراضية من خلال الواقع المعزز، علينا أن نبدأ مراحل التغيير ووضع الاستراتيجيات والخطط الزمنية والعمل على تفعيل دور الجميع في بناء منظومة شمولية متكاملة لخلق وابتكار مناهج تعليمية تتماشى مع متطلبات العصر الرقمي الجديد وتسهل الانتقال والتعايش في المستقبل.

وما نشهده اليوم من تسريع وتيرة الاعتماد على التكنولوجيا ما هو إلا جزء بسيط مما سيشهده العالم الرقمي المستقبلي.

كما علينا البدء بالإجابة عن العديد من الأسئلة: هل سيكون كل شيء محكوم بأجهزة قابلة للارتداء معتمدة على الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بتسجيل كل ما يدور حولنا وحتى بعقولنا؟، هل ستحل شريحة إيلون ماسك القدرة على التحدث بعدة لغات، تخزين العلوم والمعلومات بحيث يقوم الدماغ باسترجاعها وحتى ترجمتها إلى اللغة التي نريد؟ هل سنكون مجرد آلات انسانية تحركها شرائح مزروعة داخلنا؟ هل سنصبح أجساد هولوغرامية تتنقل كالأطياف بين المدن من خلال هويتك الرقمية؟ هل فعلا نحن كبشر نستطيع أن نجعل ونحول حياتنا إلى آلة مجردة من الحياة؟ إلى أين نسير في مستقبلنا مرهون بما يفكر به العلماء والمخترعين بالطبع من يمول مثل هذه المشاريع وما هي أهدافها!

مع هذا التطور أستطيع القول أن مستقبل التعليم سيعتمد على نظام تعليم تفاعلي نظرا للانتشار الواسع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وانترنت الاشياء وتطوير تقنية الهولوغرام، سيكون مستقبل التعلم الإلكتروني مدعوم بالواقع المعزز المبني على تجسيد الطالب، المعلم داخل الصفوف ضمن التقنيات الهولوجرامية مع دعم انترنت الأشياء لتعزيز المشاركة التفاعلية من خلال أجهزة الواقع الافتراضي القابلة للارتداء مثل النظارات والقفازات الإلكترونية ويكون لكل طالب ومعلم افاتار أو شخصية افتراضية بحيث تمنح هذه التجربة فكرة التواجد الصفي عن بعد من خلال الاستغلال الأمثل لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وهذا ليس بحلم بعيد فقد رأينا التطور في الاجهزة القابلة للارتداء وما قدمته للحياة البشرية ورأينا ايضا حفلا كاملا للراحلة أم كلثوم بتقنية الهولوغرام فلا يوجد ما يمنع من دمج وتطوير التقنيات والحلول لتعليمية الإبداعية لعالم رقمي شمولي ومتكامل.

وصفي الصفدي

خبير في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بخبرة تزيد عن عشرين عاما، وكان قد عمل في العديد من كبريات الشركات في الأردن والمنطقة العربية التي تعمل في هذا القطاع، في مناصب قيادية، مثل رئيس تنفيذي، ومدير عام، ونائب رئيس تنفيذي، ونائب الرئيس التنفيذي التسويق. والصفدي له خبرة واسعة في مجال تسويق العلامة التجارية، وإدارة الربح والخسارة، الإدارة العامة والقيادة، التخطيط الاستراتيجي، الحملات التسويقية والترويجية، تصنيف الأسواق، خدمة العملاء، تطوير المنتجات، الموارد البشرية، وتكنولوجيا المعلومات، إدارة الموردين، الخدمات اللوجستية، المبيعات وتطوير الأعمال، تطوير ومراقبة مؤشرات الأداء الرئيسية، التحول الرقمي، والتجارة الإلكترونية، والمحافظ الماليه الرقمية، والهوية الرقمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى