الرئيسيةشبكات اجتماعية

شخصيات مخيفة تتابعك على فيسبوك دون أن تعلم.. دراسة تشرح تفاصيلها

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي –
مَن يتابعك؟
في معظم الأحيان، يتابع الناس بعضهم على فيسبوك لأسباب منطقية ولا غبار عليها، مثل الاستمتاع بالقيمة الاجتماعية للتواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة بل وحتى المعارف؛ والتعليق على المواد التي تتم مشاركتها و”الإعجاب” بها وإعادة نشرها. ويسمح فيسبوك للمستخدمين من جميع أنحاء العالم بالبقاء على تواصل وهم في منازلهم، كما يوفر لهم مساحة لعرض إنجازاتهم ومشاركة لحظات الفرح وطلب الدعم عند الحاجة إليه.

ولكن كما هو الحال في جميع جوانب الحياة الاجتماعية الأخرى، يمكن أن يقوم بعض المستخدمين بالاطلاع على موقعك لأسباب مختلفة، وبدوافع أكثر ظلامية وشراً.
فيسبوك وثالوث الظلام
تناول الباحث كريس ستيف في ورقة بحثية بعنوان “The Dark Triad and Facebook Surveillance” (2019 كيف تتابع الشخصيات الظلامية الآخرين على فيسبوك ولماذا تقدم على ذلك. وبدأ بذكر المكونات الثلاثة لثالوث الظلام: الميكافيلية والسيكوباتية والنرجسية، لافتاً إلى أن هذه السمات الثلاثة للشخصية قد بدت أنها تؤثر في السلوك بعدة طرق. وعلى المستويات العليا، لفت إلى أن السلوك الذي يبديه الشخص نتيجة لهذه السمات الظلامية غالباً ما يخرج عن حدود السلوك الطبيعي من الناحية الاجتماعية، حتى دون ظهور أعراض. ويصدق هذا على السلوك الإلكتروني أيضاً. إذ يلفت ستيف بعد أن نظر في السلوك على منصة فيسبوك بشكل خاص إلى أن سمات الشخصية الظلامية يمكن أن تؤثر في المنشورات الموضوعة وتحديث الحالات.

ونظر ستيف بشكل خاص فيما يشير إليه بمصطلح “المراقبة الفيسبوكية”، ويعرفها بأنها تعمد النظر في الملفات الشخصية لحسابات الآخرين على فيسبوك لجمع معلومات تحقق النفع الذاتي. ويشير بحث ستيف إلى صورتين من صور المراقبة الفيسبوكية: التتبع، وهو نشاط الهدف منه الترفيه والتسلية أكثر من أي شيء آخر؛ والتحقيق، وهو نشاط يستهدف شخصاً بعينه ويكون له هدف محدد ويكون مدروساً بشكل أكبر.

النميمة الميكافيلية
انتهى ستيف إلى أن السمات الميكافيلية ينتج عنها قدرٌ كبير من المراقبة الفيسبوكية، ويلفت إلى أنها في هذه الحالة “بدت مدفوعة بالتحقق من النميمة باعتبارها السمة التي تتفاعل مع شدة الموقف”. وانتهى إلى أن هذا يصدق على نوعي المراقبة الفيسبوكية، أي التتبع والتحقيق. واستفاض ستيف في شرح النتائج التي توصل إليها ولفت إلى أن الأشخاص ذوي السمات الميكافيلية العالية يستمتعون بالنميمة، مشيراً إلى أن جمع المعلومات من الملفات الشخصية للآخرين تمنحهم قدراً أكبر من المعلومات لاستخدامها في النميمة على الآخرين.

المتعة السيكوباتية
عند الحديث عن السيكوباتي، انتهى ستيف إلى أن التحقيق الفيسبوكي كان مصاحباً لرغبة في تقليل الشعور بعدم اليقين، وهو شعور لا يستطيع العديد من الناس ذوي الميول السيكوباتية تحمله، كما وجد أنهم في الغالب لا يستخدمون التتبع الفيسبوكي. ويشير ستيف إلى دافع آخر محتمل لدى أصحاب السمات السيكوباتية: ألا وهو معايشة لذة التجسس على الآخرين.

ويخمن أن الأمر لا بد له علاقة بلذة تجميع المعلومات بشكل مستتر، وهو نشاط ترفيهي أكثر من أي شيء آخر. ويذكرنا بأن الأبحاث أكدت أن الأشخاص ذوي السمات السيكوباتية العالية يستمتعون بالشعور بالقوة والتحكم، لذا فإن تصفح الملفات الشخصية للآخرين على الإنترنت يمكن أن يغذي لديهم ما أسماه “متعة التلذذ البصري”. ويقر ستيف أن النتائج التي توصل إليها مثيرة للقلق، بالنظر إلى أن السيكوباتية غالباً ما تكون مصاحبة لمستويات منخفضة من التعاطف مع الآخرين ومستويات مرتفعة من الفظاظة.

النرجسيون غير مهتمين
النرجسية على الجانب الآخر لم تكن متصلة بأي نوع من نوعي المراقبة الفيسبوكية. ويلفت ستيف إلى أن هذه النتيجة تدعمها حقيقة أن النرجسيين يستمتعون بتفاعل الآخرين مع ملفاتهم الشخصية، ولكنهم غير مهتمين بما ينشره الآخرون على حساباتهم. وكثير ممن لديهم في حياتهم أشخاص يشتبه أنهم نرجسيون لن يستغربوا هذه النتيجة، ذلك أنه بالنسبة للنرجسي، فالمعلومة الوحيدة المهمة على شبكات التواصل الاجتماعي هي عنهم هم.

الوقاية خير من العلاج: كن حذراً في منشوراتك
ينبغي أن يكون مستخدمو فيسبوك مدركين، ومعظمهم بالفعل كذلك، بأنه ليس كل من يطلع على ملفاتهم الشخصية يفعلون ذلك بحسن نية. ونأمل أن يكون هذا الأمر حاضراً في الأذهان عند وضع منشورات على فيسبوك فيما يتصل بماهية ما سنشاركه ومقداره. غير أن ستيف يقر أنه رغم ما يبدو من جمع الشخصيات الظلامية للمعلومات من على شبكة فيسبوك لأسباب مختلفة، فإنه لم ينظر فيما سيفعلونه بهذه المعلومات. ويلفت إلى أن السلوك المنحرف للشخصيات الظلامية في سياقات أخرى لا يعني بالضرورة أن المراقبة الفيسبوكية ستكون لها تبعات سلبية على الضحايا المستهدفين بالمراقبة.

والأفضل ألا نخاطر بالتجربة، لأن الوقاية خير من العلاج. لذا لنفكر جيداً فيما نشاركه، ونتأنى قبل أن ننشر أي شيء.
المصدر – عربي بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى