هاشتاق عربي
الغد – مجد جابر
أكدت رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين حول جائزة اتصالات لكتاب الطفل، مروة العقروبي، أن التوسع الذي طرأ على الجائزة يأتي في إطار استراتيجية الوصول إلى شريحة أكبر من المبدعين في مجالات وحقول مختلفة على صعيد أدب الطفل، لافتة إلى أن هناك الكثير من الإبداعات التي تنتظر الفرصة للتعبير عن حضورها ومؤلفاتها.
وأشارت، في مقابلة خاصة لـ”الغد”، إلى أن الأردن يحفل بالمبدعين والمبدعات في مجال أدب الطفل، وحقّ له أن نقول بأنه من رواد إثراء ثقافات ومعارف الأجيال السابقة والجديدة، فهو قاد ومنذ منتصف سبعينيات القرن الماضي حراكاً ثقافياً استهدف من خلاله تنشئة الأطفال واليافعين على اللغة العربية الصحيحة والسليمة ومفردات الثقافة الأساسية.
وأضافت أنه بالنسبة للفئات الجديدة تم في العام 2019 طرح فئة أفضل كتاب عربي صامت المستمرة حتى الآن، والسبب في اختيار هذه الفئة يعود لأهمية تشجيع إنتاج هذا النوع من الكتب في العالم العربي، تأكيداً منا أهمية الكتاب الصامت في الوصول إلى مختلف فئات الأطفال، وقدرته على تجاوز حاجز اللغة، وإمكانية الاستفادة في مخاطبة عقول الأجيال الجديدة من العرب الذين انتقلوا للعيش خارج بلدانهم وفي بلاد تتحدث لغات أجنبية. وتاليا نص المقابلة الخاصة:
• توسعت الجائزة خلال السنوات الماضية لتشمل العديد من الدول.. كما طرحت فئات جديدة، نتحدث عن هذا التوجه؟
يندرج التوسع الذي طرأ على الجائزة في إطار استراتيجيتنا للوصول إلى شريحة أكبر من المبدعين في مجالات وحقول مختلفة على صعيد أدب الطفل، كما يخدم هذا التوسع التنوع ويثري المضامين التي تقدم للمشاركة، فعندما تأتيك أعمال من مدارس إبداعية مختلفة تفتح المجال بشكل أكبر لتبادل المعارف والخبرات، والوصول إلى آليات جديدة ومبتكرة تنعكس على مكانة الجائزة وحضورها.
يلبي هذا التوجه استقطاب مشاركين لم يكونوا قد شاركوا من قبل، هناك الكثير من الإبداعات التي تنتظر الفرصة للتعبير عن حضورها ومؤلفاتها، لهذا ارتأينا لأن نصل لهم وندعمهم من أجل تقديم أعمال تثري المكتبة العربية وتقود الأجيال الجديدة لاكتشاف متعة القراءة والتعرف على جماليات أدب الطفل، إلى جانب ذلك أردنا الوصول بالجائزة للجاليات العربية وتقديم مؤلفات تعزز من ارتباطهم بلغتهم العربية.
بالنسبة للفئات الجديدة، طرحنا في العام 2019 فئة أفضل كتاب عربي صامت المستمرة حتى الآن، والسبب في اختيار هذه الفئة يعود لأهمية تشجيع إنتاج هذا النوع من الكتب في العالم العربي، تأكيداً منا على أهمية الكتاب الصامت في الوصول إلى مختلف فئات الأطفال، وقدرته على تجاوز حاجز اللغة، وإمكانية الاستفادة في مخاطبة عقول الأجيال الجديدة من العرب الذين انتقلوا للعيش خارج بلدانهم وفي بلاد تتحدث لغات أجنبية.
إلى جانب أن الكتاب الصامت يتميز بقدرته على الارتقاء بثقافات ومعارف الأجيال الجديدة، فالصورة والرسم يمتلكان قوة كبيرة تحفز مخيلة الأطفال وتطلق العنان لهم لابتكار قصصهم الخاصة والغوص في تفاصيل الحكاية، وهذه هي الغاية التي نطمح لها، والتي تتجلى في صقل خيال الأطفال وقيادتهم لاكتشاف الجمال في أبسط التفاصيل.
مقابل ذلك، فإن تاريخ ظهور الكتاب الصامت في العالم ليس ببعيد، وما يزال حضوره في العالم العربي ليس منتشراً كفاية، لهذا ندعم جهود المبدعين والناشرين العاملين عليه، ونثمن أعمالهم لترسيخ هذا النوع من الكتاب والاستثمار به لبناء أجيال تؤمن بالاختلاف، وتتبنى القيم النبيلة وقادرة على التواصل مع غيرها من أبناء جيلها من دون أحكام مسبقة.
• برأيكم إلى أي مدى يسهم القطاع الخاص في دعم الثقافة، وما انعكاسات ذلك على معارف وخبرات أفراد المجتمع؟
القطاع الخاص شريك في تنمية الحراك الثقافي، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة الكثير من النماذج التي تعكس هذا الواقع، نحن مثلاً بشراكتنا مع شركة اتصالات، إحدى الشركات الرائدة في المنطقة في مجال تقديم خدمات الاتصالات والإعلام، نؤكد هذا الدور الذي ينبع من منطلق المسؤولية المؤسسية والمجتمعية للشركات في تفعيل دورها بمسيرة التنمية الشاملة.
• كيف تقيّمون نسبة مشاركة الكتاب والمبدعين الأردنيين في الجائزة، في ظل فوز العديد من الأسماء ضمن فئات محددة خلال الأعوام الماضية؟
الأردن يحفل بالمبدعين والمبدعات في مجال أدب الطفل، وحقّ له أن نقول إنه من رواد إثراء ثقافات ومعارف الأجيال السابقة والجديدة، فهو قاد ومنذ منتصف سبعينيات القرن الماضي حراكاً ثقافياً استهدف من خلاله تنشئة الأطفال واليافعين على اللغة العربية الصحيحة والسليمة ومفردات الثقافة الأساسية التي تشكل المكون الأساسي للهوية العربية الوطنية، هذا الحِراك قاد إلى ولادة أجيال من المؤلفين والرسامين الموهوبين في هذا المضمار، يشارك اليوم منهم بشكل لافت في الجائزة واستحقوا الفوز بها مرات عدة وكرمتهم الشارقة ونحتفي بهم دوماً.
• ما التحديات التي تواجه أدب الطفل العربي؟
لا يوجد تحديات بقدر ما يوجد فرص أمام أدب الطفل العربي ووجود الكثير من الجوائز ودور النشر المتخصصة يدل على هذا الواقع، كما أننا نشهد ومنذ أعوام حالة من الازدهار سواء على مستوى المؤلفين أو رسامي كتب الأطفال والكثير من الجهات التي تدعم، والمتابع لحركة النشر منذ التسعينيات وحتى اليوم يكتشف حجم العناية بهذا النوع من الأدب، ونحن في الشارقة نهتم بشكل كبير في أدب الطفل، يكفي أن الإمارة تنظم مهرجاناً خاصاً هو مهرجان الشارقة القرائي للطفل، بشكل استثنائي، كلها عوامل تؤكد أن أدب الطفل العربي يعيش واقعاً متطوراً ويمضي بثبات نحو التطور.
مما لا شك فيه وجود العديد من العوامل المعيقة، إن صح التعبير، وكلها يسهل تداركها إن تم الاهتمام بها والانتباه لها بشكل أكبر، فمثلاً هناك ضرورة للاهتمام بجودة الطباعة والرسومات في كتب الأطفال، إلى جانب عامل الترجمة الذي يعد من التحديات التي تواجه المترجمين؛ إذ إن المناخ الثقافي في الوطن العربي يمتلك خصوصيته، لهذا يجب على المترجم أن يحرص على نقل الأعمال المقبلة من ثقافات مختلفة بنسق يتناسب وبشكل موضوعي وإبداعي مع الثقافة العربية من دون أن يخلّ بالنص، لهذا نتطلع لأن يتم العمل على مضاعفة الاهتمام بهذه العوامل للوصول إلى أدب طفل عربي قادر على المنافسة والتأثير.
• تطلقون هذا العام الدورة الـ12 من الجائزة، ما آلية المشاركة، وما المواعيد التي حددتموها؟
قمنا هذا العام بإطلاق الدورة الـ12 من الجائزة عبر حسابات مواقع التواصل التابعة لها، لنفتح المجال أمام المبدعين وفي حقول التأليف والرسم والنشر للمشاركة والتقدم، ضمن فئاتها الست: “كتاب العام للطفل”، و”كتاب العام لليافعين”، و”أفضل نص”، و”أفضل رسوم”، و”أفضل إخراج”، و”أفضل كتاب صامت”؛ حيث أعلنا عن فتح باب المشاركة وتلقي الطلبات حتى 31 آب (أغسطس) المقبل. وتتوفر جميع الشروط والمعلومات على الموقع الإلكتروني للجائزة https://etisalataward.ae/.
تتجلى الشروط في أن تكون مشاركات المتقدمين باللغة العربية بنصوص أصيلة غير مقتبسة أو مترجمة، وضمن مضامين تستهدف الأطفال واليافعين حتى عمر 18 عاماً، في الوقت ذاته وضعنا شروطاً تنص على أن يكون الكتاب صادراً عن دار نشر أو مؤسسة مسجلة رسمياً وألا يكون قد صدر بشكل منفرد أو نال أي جائزة محلية كانت أو عربية وعالمية، وألا يكون قد مضى على نشره ما يزيد على 5 أعوام.
بالنسبة لفئة (كتاب العام لليافعين)، تشترط الجائزة التقدم بالصيغتين الإلكترونية والورقية؛ حيث تستقبل الجائزة النسخ الإلكترونية من طلبات المشاركة في هذه الفئة حتى 31 تموز (يوليو) 2020. ويشترط في هذه الفئة أن يخاطب المحتوى العقول ويمتلك مضموناً يتناسب مع الفئات العمرية من 13 وحتى 18 عاماً.
• ما طموح الجائزة؟
طموحنا كبير بأن نصل بأدب الطفل نحو آفاق أكثر رحابة وتطورا، نحن نضع نصب أعيننا دوماً تأسيس الأجيال الجديدة على حب الكتاب وثقافة القراءة، أن يكونوا رفاقا للمعرفة والكلمة الجميلة والإبداع الفني، إن هذا الالتزام يضعنا أمام مسؤولية كبيرة، وهو النهوض بوعي وفكر الأطفال واليافعين، كما نأمل بالوصول إلى الإبداعات التي لا صوت لها، هذه الأعمال التي تقف في الظل، لنأخذ بيدها ونظهرها للعلن، ليتمكن أكبر قدر ممكن من القراء الاستفادة منها، كما أننا نسعى لأن نكرس الإبداع في نفوس الأطفال وأن نكرم كل كاتب ورسام يؤمن بأن ما يقوم به هو الوسيلة الأساسية لإيجاد جيل مدرك لقضاياه وهويته الثقافية الأصيلة.