مقالات

فجوة المنصات و التطبيقات الذكية بين الحاجة والواقع

هاشتاق عربي – وصفي الصفدي

حسب الدراسات الحديثة، ما يقارب ٣.٥ مليار شخص يستخدم الهواتف الذكية بنسبة ٦٥% من إجمالي المشتركين، وما يقارب ٤٩% من متصحفي الشكبة العنكبوتية يستخدمون هواتفهم الذكية للولوج للشبكة. هذه الإحصائيات مؤشر بأن الكثيرين يستخدموا التطبيقات الذكية للحصول على ما يريدون من أخبار، معلومات، تواصل إجتماعي، اجتماعات مرئية، دراسة عن بعد، تسوق إلكتروني والعديد من الخدمات التي نتابعها يوميا على منصات الأخبار التقنية وتفيد الإحصائيات ان ٨٩% من وقت الشخص يقضيه على وسائط التطبيقات مقارنة ب ١١% على المنصات.

مع هذا التطور ولجوء العديد من الشركات والمؤسسات لإطلاق برامجهم وتطبيقاتهم لخدمة زبائنهم، يجدر الإشارة إلى أهمية عملية التطوير بما يتلائم مع أهداف الشركة ومتلقي الخدمة.

لذلك عند البدء بتطوير أي برنامج أو تطبيق ، يجب علينا وضع مجموعة من المحاور التي يجب أخذها كإستراتيجية واضحة المعالم والأهداف لتقديم أفضل ما يمكن للزبائن والمستخدم، ونعرض عليكم أهمها ونلخصها كالتالي:

١. عملية البحث ودراسة إحتياجات السوق والمستخدمين: مهم جدا معرفة إحتياجات السوق المحلية أو الأسواق المستهدفة، الفئات والشرائح المجتمعية المراد خدمتها، المنافسين ونقاط قوتهم وضعفهم، الفرص المتاحة، و مخاطر الأسواق والمنافسة، القوانين والتشريعات المعمول بها والبنية التحتيّة والتطور التكنولوجي. عملية البحث لا تقتصر فقط على مرحلة ما قبل او خلال فترة تطوير المنتح، يجب ان تستمر العملية لمتابعة كل ما هو جديد ويخص الاسواق والمنتجات المنافسة واحتياجات المستخدمين.

٢. التكنولوجيا: إختيار التكنولوجيا المناسبة واحدة من أسباب نجاح التطبيق ويجدر الإشارة هنا إلى وجود عدة خيارات امام المطورين:Native Apps, Hybrid Apps

, and Progressive Web Apps

طبعا كل واحدة من هذه التكنولوجيا لها فوائد ومضار وتعتمد على خيارات عديدة للمبرمجين لإختيار الأفضل لهم من حيث الإستخدام وملائمته للتصميم مع الأخذ بعين الإعتبار بأن لكل نظام تشغيلي خصائصه التي ينفرد بها.

٣. الأمان والحماية: أكبر هواجس المستخدمين هو ما يمس أمنهم ومعلوماتهم ويعتبر الأمان وحماية البيانات الشخصية والخاصة من أهم العوامل التي يجب مراعاتها عند تصميم أي تطبيق بالإضافة لتشفير البيانات للمستخدمين بين الأنظمة المعتمدة والمستخدمة في عمليات الاتصال والمحاكاة. طبعا يمكن تطبيق أكثر من درجة حماية للمعلومات ويمكن إستخدام أنظمة متعددة الحماية أو ما يعرف ب Two-Factor Authentication لضمان أعلى درجات الحماية وهذه يمكن الحصول عليها من خلال شركاء آخرين. تعتبر هنا الرسائل القصيرة والايميل من أكثر وسائل التدقيق المستخدمة لاعطاء صلاحية الدخول للتطبيق والتي جرى تطبيقها في عدة تطبيقات مثل فيسبوك، واتساب، جوجل، وغيرهم من مزودي الخدمات.

٤. المستخدم: ما الذي يحتاجة العميل/المستخدم، يجب التركيز على إحتياجات المستخدم، تجربة المستخدم، واجهة التطبيق، سرعة التطبيق، سهولة ومرونة وسلاسة التصفح والبحث وكفاءة وفاعلية التطبيق. الدعم التقني المتواصل، خدمات ما بعد البيع، صوت المستخدم و التغذية الراجعة. من المهم جدا عدم تحميل شاشة العرض بالعديد من الأيقونات مع الحفاظ على بساطة الواجهة وخاصة اننا نتعامل مع شاشة محدودة الأبعاد. كلما زاد التفاعل والاستماع لاحتياجات العميل، زاد مستوى الولاء والرضا لدى المستخدم. ولا ننسى التعامل بكل شفافية وصدق وأمانة مع المستخدمين مع ابقاء المستخدم على إطلاع على آخر مستجدات الحركة أو أي عملية قام بها على التطبيق مع التحديث المستمر بما لا يشكل إزعاج للمستخدم ويعطيه الطمأنينة بأن الإجراءات لإستكمال طلبه قيد التنفيذ مع الإلتزام بجدول زمني واضح لذلك.

٥. أدوات التحليل والذكاء الاصطناعي: من المهم جدا تطوير ادوات تحليلية لنشاط المستخدمين والاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتطوير أدوات تسويقية للاستفادة من المعلومات المجمعة من سلوكيات المستخدمين، اكثر الاستخدامات شيوعا، الفئات العمرية، المعلومات الشخصية، المعلومات الجغرافية، الجنس، ساعات الذروة، الأكثر بحثا، طرق الدفع المفضلة، الخ.

٦. الدمج او التكامل مع مزود خدمة خارجي: عملية الدمج او التكامل مع مزودي خدمات من خارج الشركة المطورة للتطبيق أو ما يسمى 3rd parties integration هو واحدة لا تتجزء من التطبيق ويأتي هذا التكامل أو الدمج لتقديم خدمة أفضل للعميل. من الأمثلة على ذلك عمليات الدفع من خلال بطاقات الائتمان، المحافظ الإلكترونية، و/أو شركات التوصيل.

٧.ديمومة عمليات الفحص: التركيز الكبير على ادامة واستمرارية فحص كامل لجميع مهام ووظائف التطبيق لتجنب حصول أي مشكلة مع المستخدم. إعتماد نظام جودة لادارة عمليات الفحص المستمرة لجميع وظائف التطبيق، ومراجعة جميع آليات العمل مع ضرورة التحسين المستمر للعمليات التشغيلية والوظائف الموجودة على التطبيق وخاصة التغذية الراجعة من المستخدمين للتحسين. يوجد أدوات كثيرة متوفرة للمطورين يمكن إستخدامها لاستمرار عمليات الدمج والتحديث والفحص للتأكد ان التطبيق يعمل على افضل واكمل وجه دون ترك اي مجال للخطأ خلال دورة حياة المنتج واستخدامه والحيلولة دون حدوث اي اخطاء بتحميل وتشغيل التطبيق.

٨. مواكبة التطوير المستمرة: واحد من أكثر حسنات او سيئات التكنولوجيا هذه الأيام، هي سرعة طرح منتجات جديدة واستمرارية تحديث أنظمة التشغيل ولذلك يجب أن نراعي هنا عملية التطوير والتحديث المستمر للبرامج والتطبيقات مع وجود خطة عمل وخارطة تطوير مستقبلية واضحة مع ضرورة عمل أرشفة وأنظمة تخزين للنسخ المطورة وأهم التحديثات المدمجة فيها وتاريخ الاستحداث وأنظمة التشغيل المدعومة لكل نسخة وذلك ليتسنى لكل مطور أن يعرف تماما التاريخ الكامل لكل تطبيق وفي حال حدوث أي خطأ أو مشاكل، يكون من السهل الرجوع لنظام الأرشفة لمعرفة ما تم تطبيقه وأثر ذلك الدمج أو التحديث على التطبيق مع الاحتفاظ بنسخة من كل إصدار مع جميع التفاصيل التقنية والوظيفية. طبعا مع وجود نظام إدارة الجودة، يكون من السهل متابعة كل الإجراءات المذكورة أعلاه.

حتى تتدارك الفجوة بين المستخدم ومقدمي الخدمة سواء من خلال المنصات او التطبيقات الذكية، لا يجب ان نتجاهل أي من الخطوات المذكورة أعلاه ولذلك من المهم جدا وجود إستراتيجيات للشركات، المؤسسات، أو الحكومات الراغبة بإطلاق منصات أو تطبيقات ذكية لخدمة زبائنهم، أو للتحول الرقمي لتقديم خدمات ترقى بالشركة، المؤسسة، أو الخدمات الحكومية بمستوى عالي من الجودة، السرعة، الكفاءة، المرونة، وأقل كلفة من الخدمات التقليدية وتحييد أكبر للبيروقراطية والتنمر الوظيفي والتعالي على طالب الخدمة مما يوفر بيئة عمل صحية بدون وجود عوائق كثيرة بين متلقي الخدمة ومزودها نتيجة الهيكل والترهل الوظيفي والبعد عن مراكز القرارات مع مراعاة ضرورة تطبيق ضوابط ومعايير جودة لمستوى الخدمات المقدمة محكومة بمدد زمنية مجدولة ومحددة بالاضافة لنظام تصعيدي لضمان سير العمل ضمن ضوابط النظام الموضوع أو ما يسمى ب Service Level Agreement )SLA( and Escalation System وليس الاهواء البشرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى