ريك رايلي* – (الواشنطن بوست) 23/4/2020
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
أعلم أنه طريق طويل طويل ما يزال. ولكن، ألا تجد نفسك تحلم بشأن أول شيء ستفعله عندما ينتهي كل هذا؟
بالنسبة لي، سوف…
أرتدي قميصاً بأزرار حقيقية.
أذهب وأعثر على طابور وأقف فيه.
أدير لفة ورق التواليت كما لو كنت على “دولاب الحظ”.
أشتري فنجان قهوة، وأجلس على مقعد طويل في الحديقة وأشربه هناك.
أتدبر أن أفعل كل هذا بينما ألمس وجهي في الوقت نفسه.
ثم سأصبح مجنوناً بعض الشيء. هل أنت جاهز؟ سوف أذهب إلى مطعم. بلا مزاح. سوف أدخل وسوف أجلس. أعلم، أعلم. ثم سأطلب شطيرة بيرغر وبيرة و، (وتهيأ لصرخة الرعب الآن) -وسوف آكلها هناك.
لن أطير فجأة إلى تاهيتي أو أقوم بزيارة تاج محل. إنها هذه الأشياء البسيطة التي لطالما أخذتها على محمل المسلمات طوال هذه السنوات هي التي سأفعلها أولاً، مثل…
قص شعري عن الحلاق.
دفع إكراميات للندُل كما لو كنت فيل ميكلسون.
المشي على الرصيف وليس في منتصف الطريق.
الابتسام للغرباء بدلاً من الاشتباه في أنهم يريدون قتلي بالسعال.
إجراء محادثة مع الأصدقاء لا شأن لها بجهاز حاسوب محمول، و”زوم” وتأخير لثانيتين.
سوف أتوقف عن القلق بشأن الأشياء الصغيرة، وسوف أقوم بعمل الأشياء الصغيرة…
تناول عشاء بالمشاركة حيث يجلب كل مشارك نوعاً من الطعام، وبملعقة سكب واحدة.
السعال لتنظيف حنجرتي دون أن أشرح أي شيء لأي شخص.
وسوف ألعب الغولف، وآكل شطيرة على طاولة مزدحمة بأناس ضاحكين. وسوف ألعب كرة السلة، وأفوز وأضرب كفي بأكف الرفاق بلا عدد. وربما آخذ دروساً في الفالس.
و، آه، نعم، سوف أحتضن وأعانق، بمجرد أن يكون هناك لقاح. لا عناق؟ ما نحن البريطانيين إذن؟ أريد أن أعانق الناس بلا توقف. وسأبدأ بالممرضات، ثم أذهب إلى الأطباء وعمال البقالة، ورجال الشرطة، والصيادلة، ثم رجل التوصيل -كل أولئك الناس الذين كانوا على استعداد للمخاطرة بحياتهم من أجل أن يبقى كل الآخرين على قيد الحياة.
هذا الشيء كله غيّرني، وغيرنا جميعاً. وقد عرفت ذلك في صباح عيد الفصح، عندما كنت أشاهد البث المباشر لأندريا بوتشيلي وهو يغني، وحده، في كاتدرائية ميلانو، كسرني ذلك من المنتصف. وبكيت. كنت حزيناً.
أعيش أنا وزوجتي في إيطاليا لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر كل عام، ويتساءل بعض أصدقائنا الإيطاليين عما إذا كانوا سيظلون كما كانوا. وأنا أتساءل عن مثل ذلك في نفسي. لقد جعلني صوت بوتشيلي الملائكي أحزن أخيراً. هنا كانت هذه الهدية الجميلة حد الإيلام، والتي لم يكن هناك حتى شخص واحد في الكنيسة ليستلمها.
كان الأداء مهيباً وحزيناً كلية، والمجاز المثالي لهذه اللحظة في التاريخ. لم يكن من الممكن أن يكون هناك أحد لأننا كنا جميعاً في المنزل، ننقذ حياة بعضنا بعضا، ومع ذلك، يتركنا ذلك الفعل الصادق للحب بعيدين عن بعضنا بعضا؛ يتركنا مع كل الحنين إلى الأصدقاء، حزينين جداً.
لا تفهموني خطأ. ثمة أشياء رائعة في العيش في الحجر الصحي والتي آمل أن أستبقيها في هذه الحياة القادمة…
غسل يديّ حتى تتجعدا.
زيارة الرفاق الذين لم أرهم منذ وقت طويل، أشخاص يدعون وودهاوس، ورانيون وباوتون.
العزف على البيانو حتى تؤلمني أصابعي.
تفقد الجيران والأصدقاء القدامى -لمجرد التفقد.
ولكن عندما يغادر الوباء الأرض أخيراً، سوف يبدو الأمر كما لو أننا فزنا للتو بجائزة “بابليك كليرنغ هاوس”؛ كما لو أننا كنا جميعاً في حالة حب لأول مرة؛ كما لو أننا ذاهبون لاستلام جائزة أوسكار. سوف تحتاج إلى وضع أثقال بوزن 10 أرطال في ملابسك حتى لا تعوم في الهواء. وآمل أن يكون المال أقل أهمية، والأصدقاء أكثر؛ والحقد أقل، والامتنان أكثر.
في الواقع، أعرف بالضبط ما الذي سأفعله أولاً. سوف أخرج في الهواء الجديد الذي أصبح بكراً للتو، وسوف أجد غريبًا مثاليًا، وأسير إليه بابتسامة كبيرة وأسأل: “لديك فكرة في أي يوم نحن؟”.
*مساهم سابق في قناة الكيبل الرياضية الأميركية ESPN، ومؤلف كتاب: “رئيس الخداع: كيف يفسر الخليج ترامب”.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: The first things I’ll do when this is all over