الرئيسيةمسؤولية اجتماعية

“يوميتهم علينا”.. حملة تخفف على عمال المياومة وطأة فيروس كورونا – فيديو

هاشتاق عربي

منذ أن اجتاحت موجة فيروس كورونا دول العالم، تركت آثارا سلبية طالت غالبية الأسر وتسببت بأضرار صعبة على حياة العاملين وحتى أصحاب العمل، لكن تبقى الفئة الأكثر تضررا، عمال المياومة الذين يعملون يوما بيوم، وأغلق باب رزقهم.

وفي الأردن، ككل دول العالم، أثر فيروس كورونا على عمال المياومة، بسبب إجراءات الحظر التي أوقفت غالبية الأعمال التي كان هؤلاء العمال يجدون من خلالها قوت يومهم، إذ يصل عددهم إلى نحو 200 ألف أسرة.

ومن هنا، جاءت فكرة حملة “يوميتهم علينا”، التي أطلقتها منصة “نوى” إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، لتوجيه التبرعات من خلال الجهات الرسمية ومؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لإعداد وتوصيل المعونات الغذائية لعائلات عمال المياومة في مختلف مناطق المملكة، وذلك استجابة لحجم الضرر الكبير الذي لحق بفئة عمال المياومة في ظل الظروف التي تمر بها المملكة، لدعمهم وعائلاتهم من خلال حشد التبرعات من الأفراد ومؤسسات القطاع الخاص.

حملة “يوميتهم علينا” توزع طرود خير، على الفئة المستهدفة بشكل مباشر وبالتنسيق مع فريق الحماية الاجتماعية، وذلك بالاعتماد على بيانات عمال المياومة المسجلين في السجل الوطني في وزارة التنمية.

وأعلنت منصّة “نوى”، عن وصول عدد الطرود التي تم توزيعها على عائلات عمال المياومة، إلى 51 ألف طرد غذائي، عن طريق عدد من الجمعيات والهيئة الخيريّة الأردنية الهاشميّة، وشمل ذلك مختلف محافظات ومناطق المملكة بما فيها المناطق التي شهدت إغلاقاً كاملاً مثل محافظة إربد ومخيم النصر والرمثا.

ويهدف الدعم المقدم إلى توفير احتياجات الفئة المستهدفة الأساسية لمدّة شهر، على شكل طرود غذائية يتم تجهيزها وتعقيمها تحت إشراف الجهات المختصة، وتوزيعها بطرق تتماشى مع إرشادات وزارة الصحة وتعليمات الحكومة.

ويشير أحمد الزعبي، الرئيس التنفيذي لمنصّة “نوى”، إلى أن توصيات منظمة العمل الدولية التي دعت في تقرير لها إلى اتخاذ إجراءات منصفة وشاملة عند الاستجابة للأزمة الاقتصادية المترتبة على فيروس كورونا المستجد، وحذّرت من ارتفاع معدلات الفقر لهذه الفئة حول العالم، بسبب توقف ساعات العمل المترتبة على الإجراءات الوقائية التي فرضها انتشار الوباء على العديد من الدول، ومنها الأردن. وحثت وزارة التنمية الاجتماعيّة المتضررين من عمال المياومة على ضرورة التسجيل في السجل الوطني الموحد التابع للوزارة.

وبيّن الزعبي أن مساهمة الأفراد والقطاع الخاص الأردني هي العامل المحرك لنمو هذه المبادرة، واصفاً مؤسسات القطاع الخاص بصاحبة الدور الأساسي والمحوري في إطلاق الحملة نحو تحقيق أهدافها.

وفي هذا السياق، تقوم المتطوعة تمارا نزيه مطر، التي تطوعت عن طريق مبادرة “نوى” خلال فترة أزمة كورونا، بتوزيع الطرود الخيرية لأسر عمال المياومة والأسر المحتاجة؛ إذ عملت مع محافظ المفرق الذي بذل قصارى جهده بمساعدتهم وتزويدهم بسيارات المحافظة لتوزيع الطرود، وكانت المتابعة فورية من “نوى”.

وتقول تمارا “أثرت هذه التجربة لدي بالكثير من الإيجابيات ومنها حب عمل الخير، وتقديم المساعدة لمن هو أهل لها، وخاصة في ظل وجود العديد من الأسر المحتاجة بالمنطقة، إذ تميزت المبادرة بالشفافية والنزاهة المطلقة”.

ومن ناحيته، قال أسامة بلوط، من بلدة الفيصلية لواء الموقر “لاحظنا مدى مساهمة الجمعيات الخيرية في تنمية المجتمع المحلي، وتحفيز القدرات الشبابية وتعزيز دور المرأة وتقديم المساعدات للأسر المحتاجة”، علما أن لواء الموقر يتكون من ثلاثة عشر تجمعا، مما يشكل عبئا كبيرا في متابعة الأسر الفقيرة والتجمعات الشبابية وشؤون المرأة.

وقال” من خلال هذه المبادرة توصلنا إلى أبعد المناطق المهمشة، ووصلنا إلى أغلب الفئات مع تنظيم قاعدة بيانات لنستطيع البناء عليها في المستقبل ومن خلال مبادرات جديدة”.

غدير نهار الشرعة، التي تقطن في منطقة الحاتمية من لواء الموقر، والمتطوعة في جمعية الدار البيضاء الخيرية، تقول “خضت تجربة تطوعية ضمن مبادرة منصة نوى التابعة لمؤسسة ولي العهد، واستفدت من هذه التجربة”.

وتضيف أنه على الرغم من معيشتها في مناطق فيها الكثير من التحفظات على خروج المرأة أو عملها خارج المنزل ومشاركتها في هذه الأعمال، لكن عائلتها رحبت بهذا العمل، بسبب الفائدة المجتمعية والمتمثلة بالعمل التطوعي، الذي يعد مهماً للفعل الاجتماعي المرتكز على التعاون.

وتشير الشرعة، إلى أن تقديم الخدمات طواعية ومن دون انتظار أي مردود، هو سلوك مقدر ومحترم، يضاف إلى رصيد المجتمعات، ويعكس رقيها وتحضرها وتميزها عن بقية المجتمعات الأخرى، مبينة أن هذا السلوك الحضاري والراقي يحتل مكانة مهمة في المملكة الأردنية الهاشمية، التي لم تدخر جهداً إلا وبذلته في سبيل الارتقاء بمنظومة العمل التطوعي، وتعزيز هذه الثقافة بين مختلف أفراد المجتمع.

الجدير بالذكر أن منصّة “نوى” إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد التي تم تأسيسها بالشراكة مع القطاع الخاص لرفع الوعي حول القضايا الاجتماعية والتنموية المهمة التي تسهم في بناء مستقبل مشرق، تهدف إلى مضاعفة العمل الخيري وتنمية حس المسؤولية المجتمعية، وتطمح إلى رفع سوية العمل الخيري في المملكة، وتقوم بقياس الأثر الاجتماعي لكل تبرع من خلال العمل مع الجمعيات ومتابعة تنفيذ المشاريع للتأكد من كيفية إنفاق الجمعيات للتبرعات التي حصلوا عليها.

للتبرّع والاشتراك في الحملة، يرجى زيارة الرابط الإلكتروني لمبادرة منصّة نوى “naua.org” للتبرع عن طريق البطاقات الائتمانية أو من خلال “أي فواتيركم” على تطبيقات البنوك المحلية أو من خلال الحسابات البنكيّة.

الغد 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى