الرئيسيةتطبيقات ذكية

للترفيه في الحجر المنزلي…… مستخدمون يبثون مقاطع فيديو ومقالب عبر “تيك توك”

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

الغد – ديمة محبوبة

مع فرض الحظر المنزلي الذي يعيشه أكثر من مليار شخص حول العالم بسبب كورونا، وضمن إجراءات مكافحة انتشار هذا الوباء الشرس، الذي ألقى بظلاله على الجوانب الحياتية كافة وحتى الأسرية؛ بدأ العديد من الأشخاص يبحثون عن طرق تسهم في إضفاء أجواء من المرح والبهجة وتخفف من الآثار النفسية التي يعيشونها.‬
والأردن، كسائر دول العالم، اتبع العديد من الإجراءات الوقائية والاحترازية في مواجهة المرض، ومنها تطبيق قانون الدفاع بفرض حظر التجول؛ ليقضي الأردنيون ساعات طوال في منازلهم، وضمن روتين لم يتم الاعتياد عليه من قبل.
ولطالما تذمر الكثيرون من وسائل التواصل الاجتماعي ووصفوها بأنها “سبب” في تبعثر شمل العائلات على مدى العقد الأخير، لكن اليوم انقلب الحال، وتبدلت هذه الاعتقادات، فأصبح ما يجمع الأفراد في البيت الواحد، وفي شتى أنحاء العالم ككل “وسائل التواصل الاجتماعي”، خصوصا وأن “التباعد الاجتماعي” هو طريق النجاة والقضاء على الفيروس.
وذكرت البيانات الصادرة مؤخرا، عن هيئة الاتصالات، أن خدمات الفيديو وتطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل، “فيسبوك فيديو”، “يوتيوب” و”تيك توك”، استحوذت على نسبة 52 % من مجموع تدفق البيانات خلال فترة الأزمة.
ولمياء هي واحدة من العديدين الذين يلجؤون لهذه الخدمات كنوع من الترفيه عن النفس، خصوصا بالفيديوهات التي يشترك فيها أفراد العائلة، كما في فيديو “البيضة المفقوسة” الذي انتشر عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يلاحظ المتابع انتشارها بكثرة، ومصدرها تحد موجود في تطبيق “تك توك”، بحسب قولها.
وتضيف “لم أتوقع يوما من الأيام أن أكون من الأشخاص الذين يستخدمون هذا التطبيق أو حتى متابعة ما يبثون مقاطع الفيديو والمقالب الخاصة بهم، وبعائلاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بعد أزمة كورونا والحجر المنزلي، أصبحت ووالديها وجميع إخوتها يتابعون هذه الفيديوهات بشغف لأنها تضفي جوا من الفرح والبهجة والابتسامة رغم كل الظروف الصعبة”.
وتبين أنها من الضجر في البداية قامت بتحميل التطبيق، وبعد مشاهدات عدة لأيام متتالية للمحتوى، أحبت أن تجري تحديات مشابهة، وترقب ردة الفعل، من خلال تسجيل الفيديو بالاتفاق مع إخوتها، ونشره على “تيك توك”.
وبعد أن حصد المقطع عددا لا بأس به من “اللايكات”، والتفاعل، وجدت أنها تكسر الروتين المنزلي، وجدت أن هذه الوسيلة من الممكن أن تصبح وسيلتها للمرح والضحك، وعليه اتفقت مع شقيقها على تسجيل مقاطع ترفيهية عدة بأفكار ومقالب جديدة، لتحظى بمتابعة المستخدمين، وقضاء أوقات مسلية.
ويؤكد خبير التكنولوجيا خالد الأحمد، أن “تيك توك” هو تطبيق يتيح للمستخدمين إمكانية إنشاء مقاطع فيديو صوتية قصيرة، مدتها من 3 إلى 15 ثانية، وفيديوهات قصيرة المدى تتراوح مدتها بين 3 و60 ثانية، وهو منصة فيديوهات صينية باسم “Douyin”، وأنشئت في أيلول (سبتمبر) 2016، وطُرحت في الأسواق الخارجية باسم “تيك توك” بعد عام واحد فقط‪.‬ ‬
ويؤكد الأحمد أنه في الوقت الحالي يفضل الكثيرون مشاهدة “تيك توك” ‬المليء بالمحتوى الطريف الذي يمنح الإنسان استراحة ممتعة، تعتمد على مشاهدة وإنشاء الفيديوهات الكوميدية، بما في ذلك بعض الفيديوهات التي تسخر من فيروس كورونا‪.‬‬‬
الغريب أن هذا التطبيق كان حكرا على من هم أعمارهم 13 إلى 16 عاما لا أكثر، واليوم، حتى الأهالي بعد الحجر المنزلي باتوا نشيطين، حتى أنهم أبطال لفيديوهات أبنائهم ويقومون بالخدع مع بعضهم أو المقالب المضحكة، أو حتى في أحاديث عائلية وتمثيلية.
ويرى أن الكثير من الفئات العمرية الصغيرة أحبت “تيك توك”، لما فيه من صور ومؤثرات صوتية يمكن التلاعب بها قبل نشر الفيديو، وهي مميزات لا توفرها أي منصة تواصل اجتماعي أخرى، بما في ذلك إنشاء مقطع فيديو للمستخدم يضم مقطعا صوتيا من أحد الأفلام أو غيرها‪.‬
ويرى اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع، أن ما يحدث اليوم في الحجر المنزلي، وخصوصا مع طول المدة وعدم معرفة وقت انتهائها، يجعل الأفراد، وعلى اختلاف أعمارهم، يلجؤون لما هو “كاسر للملل” في الحياة.
ويؤكد أن الكثير من فئة الشباب تجلس مع ذويها وعائلتها أوقاتا طويلة، وهو الأمر الذي كان صعبا بسبب انشغالات الحياة قبل كورونا، وهذا جعلهم بالفعل يكونون أقرب لبعضهم بعضا عن قرب، ولإيجاد نقطة التقاء ونقطة نقاش وتفاعل، فكانت وسائل التواصل الاجتماعي هي الملجأ.
ويضيف “مع أن هذه الوسائل لطالما “اعتبرت” سببا في تشتت الكثير من الأسر، إلا أنها اليوم تقوم بدور مختلف، وهو خلق أجواء احتفالية وجميلة ومضحكة بين أفراد العائلة الواحدة، وبثها للناس، لتخفيف حدة الحجر المنزلي”.
ويذكر أن “تيك توك” هو شبكة اجتماعية صينية لمقاطع الفيديو الموسيقية، انطلقت بواسطة مؤسسها تشانغ يي مينغ، وتعد اليوم منصة رائدة في مقاطع الفيديو القصيرة في آسيا؛ إذ شهد تطبيقها للهواتف المحمولة أسرع نمو في العالم، وباتت المنصة الاجتماعية الأكبر للموسيقى والفيديو على الصعيد العالمي.
ومؤخرا، تم دخول العديد من مشاهير العرب لتطبيق “تيك توك” خلال أزمة كورونا المستجد، مثل: راغب علامة، نادين نجيم، أحمد حلمي وغيرهم، ويسهم التطبيق في عرض حسابات عدد كبير من المشاهير والمستخدمين الذين يحمّلون المقاطع المسلية، والمعلومات عن الفيروس وغيرها.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى