اقتصادريادة

هل يُمكن للمال أن يشتري السعادة؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

كيف تبدو نظرتك للمال؟ هل تظن أنه وحده يجلب السعادة؟ أو أنه بمجرد حصولك على المال الكثير ستكون سعيداً؟ هل شراء المزيد والمزيد من الأشياء كالسيارات والمنازل يحقق لنا السعادة؟ من خلال هذا الموضوع ستتعرف على تجارب 4 أشخاص، كانوا يعملون في وظائف بمرتب ثابت وجيد، لكنهم تعاملوا مع النقود بشكل أو بآخر غيّر شكل حياتهم، حتى تمكنوا من بدء أعمالهم الحرة وكذلك تحقيق توازن حياتي لا يجعل المال محور حياتهم وإنما يجعل من السعادة الحقيقية الهدف.

إيما جونسون
كاتبة وصحفية، تعيش في نيويورك، لديها مشروعات حرة ناشئة، ومشروع إعلامي متواضع عن “الاستقلالية المالية وطرق العيش الاقتصادي”
إيما تحكي: في السنوات القليلة الماضية فقط بدأت أدرك ماذا تعني لي “الحرية المالية” حقا؟ ما يكفي من المال لدفع ثمن احتياجاتي “الأساسية” (بما في ذلك الترفيه)، بالإضافة إلى ما يكفي في البنك لإنقاذ عائلتي في حالات الطوارئ، والادخار للمستقبل. والأهم من ذلك، قدرتي أنا في السيطرة على أموالي، أن أعرف من أين تأتي، وكيف يمكنني استخدامها، وبماذا تُشعرني، وسواء إذا كان تمثل أداة لإحداث تغييرات إيجابية في حياتي والعالم من حولي، أم ماذا؟
لقد نشأت في أسرة متعلمة، وقد انفصل والداي عندما كنت صغيرة، وكافحت أمي وحدها من الناحية المالية. لقد نشأت على أساس أن كسب المال هو دائما عملية صعبة، صعبة للغاية. بينما إخوتي وأنا إذا رغبنا في أمور مثل دروس الموسيقى أو تدريبات الرياضة والرحلات إلى المتاحف أو المسارح المحلية، كانت الرسالة المهيمنة التي لا شك فيها، هي: (نحن فقراء، وليس هناك الكثير الذي يمكن القيام به حيال ذلك).
كانت هناك رسالة أخرى أيضاً مفادها أن (المال من شأنه أن يجعل كل شيء أفضل). كأسرة واحدة، قضينا ساعات نتجول في الأحياء الغنية ونتنقل بين المنازل الفخمة ونحن لا نملك سوى بيت متواضع جداً، أو كنا نذهب إلى المركز التجاري، لكننا في كثير من الأحيان نتسوق من خلال النظر إلى المعروضات فقط دون نية الشراء، كنا نتصيّد فرص الخصومات لنشتري، وكان لدينا دائما عقلية الفقير.
وتركت الجامعة المحلية وأنا مدينة بـ 20،000 دولار لها. حصلت على أول راتب كـ “مراسلة صحيفة” بالكاد يكون أكثر من هذا المبلغ سنوياً. واصلت البحث عن مكان مناسب للعيش وكان طابقا ضيقا فوق أحد المحلات، ولكن سماسرة العقارات أخبروني أن دخلي هزيل للغاية، وسيكون من المستحيل تقريبا امتلاك أي عقار. كنت أشعر وكأني دائما سأظل فقيرة.
ثم تزوجت من صحفي له راتب متواضع، وانتقلنا إلى مدينة نيويورك. بين وظائف جديدة وأعمال لحسابي الخاص، كسبنا المال الكثير. وبدأتُ أسدد قروض الجامعة الخاصة بي، كان هناك مال في حساب البنك. اشترينا شقة جميلة وكبيرة بفوائد متأخرة 20%. وشعرت بما لا يشعر به الفقراء طوال حياتهم.
وبعد بضع سنوات كموظفة ضمن فريق، قررت التفرغ للكتابة كعمل حر، وعلاقتي مع المال أخذت محوراً آخر. للمرة الأولى، بدأت أؤمن أن الحدود أو الحواجز الوحيدة لاتساع دخلي متعلقة بمجهودي الشخصي واقتصادي في الإنفاق. بدأت أمد أجنحة الحرية المالية من جديد.
ولكن بعد ذلك قابلت مشكلة ألقتني خارج العش تماما. كان لي طفل واحد أرعاه وطفل آخر قادم في الطريق عندما انفصلت عن زوجي. فجأة اضطررت إلى الحصول على دعم كامل من عائلتي. شعرت بالرعب وقتها. كنت أنا وأمي وحيدتين وهي قليلة الموارد المالية. كان يتوجب علي أن أجد طريقا مختلفا غير عائلتي.
لقد قمت بتحديث موقع الويب الخاص بي وبدأت بدعوة عملائي القدامى والجدد. قبل فترة طويلة كنت أصنع المزيد من المال مما لم أكن أحلم به ككاتب. لكن الأمر لم يكن فقط أن يكون لدي ما يكفي من الدخل. كنت أعمل أيضا من المنزل في حين كنت أتمكن من قضاء ساعات طويلة في اللعب، والتمريض، والطبخ لأطفالي. إنها كانت في السيطرة على وقتي وأسلوب حياتي.
إحساسي بالتمكين المالي لا يزال تحت التطوير. على مدى السنوات الست الماضية، بدأت تدريجيا أطهِّر حجراتي وخزائني التي لدي من البنود التي أشهر تجاهها بذكريات طيبة. تمردت جزئيا على تربيتي وكذلك زواجي، حيث تم إعطاء الأولوية للتسوق وتوفير الأشياء، مع أنني أحب امتلاك بعض الأشياء، كما استطعت إدارة استثمارات في مجال الأثاث والملابس وحتى سكاكين المطبخ.
ما زلت في مسيرتي المهنية حتى نضجت، مر ثلاث سنوات على إطلاق مدونتي WealthySingleMommy.com التي تساعد غيري من الأمهات العازبات على اكتشاف حياة مهنية تناسبهم وتحقق لهم النجاح المالي، وتحقق لهم كذلك مشاعر الرومانسية مع أزواجهم ومشاعر الأبوة والأمومة. أعمل ذلك من خلال صوتيات مُسجلة “بودكاست” وأشرطة فيديو وبوسائل رقمية أخرى. قللت الاعتماد على العملاء وفضلت الاتصال المباشر مع جمهوري.
الحرية المالية الآن تعني أكثر من مجرد تحقيق أقصى قدر من المال في حسابي المصرفي، وإنما تعني تعظيم مواهبي وطاقاتي، والوقت الذي لدي، بالطرق التي تساهم في خدمة عائلتي ونفسي والعالم.

مارك ولورين جريتمان
أولياء أمور لأربعة أبناء يعيشون في “سيراكيوز” بمدينة نيويورك وهم الآن يعملان سوياً كخبراء للتمويل الشخصي والحرية الاقتصادية.
لورين تحكي: منذ تسع سنوات، كنت أنا وزوجي آباء جددا بالغين، وكنا نحصل على ما يقرب من 100،000 دولار في السنة، عندما سافرنا لقضاء إجازة في ولاية كارولينا الشمالية كانت الولاية مصدر إلهام لنا لحزم أمتعتنا والانتقال من سيراكيوز بمدينة نيويورك، حتى نشتري منزلا هناك. اشترينا بالفعل منزلا مساحته 360 مترا مربعا. اخترنا كل التفاصيل الداخلية له وكل الأثاث الجديد ببطاقات الائتمان. وكنا نركب سيارتين من نوع “أودي” و”كاديلاك”.
بعد ذلك بشهرين، أدركت أننا قد ارتكبنا خطأ فادحا، فمعظم مشترياتنا كانت ببطاقة الائتمان. أعمال البيع المباشر (لأدوات التجميل) الخاصة بي انتهت بسرعة بينما كنا نراكم ديون بطاقات الائتمان التي وصل قدرها إلى 40،000 دولار، ولدينا عجز قدره 1000 دولار في كل شهر.
أخفيت هذه الحقائق عن زوجي لبعض الوقت. إلى أن اقتربت أموالنا من النفاد، كنت خائفة أن يشعر بالخيانة أو الغضب. لكنه غفر لي، والتزمنا بالعمل بشكل أكثر جدية. في اليوم التالي خرجت لأحصل على وظيفة نادلة في مطعم، والعمل لست ليال في الأسبوع.
ولم تكن تلك نهاية القصة، ولكن ساحبة الشاحنات اقتادت سيارتي الكاديلاك لاستعادتها. وتلقينا فاتورة تستحق الدفع من مصلحة الضرائب بمبلغ 17،000 دولار.
أنا ومارك أدركنا أن علينا قضاء الشهر بمبلغ 1000 دولار فقط لتناول الطعام. كان بإمكاني أن أترك العمل إذا أوصلنا ميزانية غذائنا إلى 200 دولار في الشهر، وفعلنا. عشنا على دخل مارك الذي يعمل خبيرا بشئون التأمين، واعتمدنا على سيارة واحدة. امتنعنا عن كل شيء إضافي يمكن أن نفكر فيه مثل اشتراكات الستالايت والإجازات. في عام 2009 بعنا منزلنا والأثاث، وانتقلنا عائدين إلى منزلنا في “سيراكيوز” الذي تبلغ مساحته 80 مترا مربعا.
ثم في عام 2009، أنشأت مدونة IAmTHATLady.com الذي أعلم فيه أموراً عن العيش بميزانية محدودة. كنت ملتزمة بأن كل ما يدخل لي من المدونة يكون لسداد الديون. استغرقنا ثلاث سنوات، ونحن الآن بلا ديون تماماً. ومنذ ذلك الحين، دخلي من شركتي في الوسائط الرقمية قد تجاوز ستة أرقام، ومارك ترك وظيفته كخبير تأمين للانضمام إلى مشروعي.
على الرغم من أننا نكسب أكثر بكثير مما كنا عليه في السنوات الماضية، لكننا ملتزمون بالعيش على 5000 دولار في الشهر. نأكل منها ونرسل بها أطفالنا إلى المدارس الخاصة، ونضع المال جانبا لكلية أطفالنا، ويمكننا التقاعد عن العمل عندما نريد.

أندرو وأماندا
محاسبان قانونيان، يتجولان بين بلاد مختلفة ويعملان في الأعمال الرقمية الآن
أماندا تحكي: قبل بضع سنوات، انخرطت أنا وزوجي في العمل في ميامي لنحصل على 120000 دولار سنوياً. كنا نذهب للعب الجولف في نهاية كل أسبوع، ونذهب في رحلات برية بشكل متكرر، ونأكل خارج المنزل في كثير من الأحيان.
وقبل بضعة أشهر من زفافنا في عام 2014، ترك أندرو وظيفته وأصبح صاحب أعمال حرة. كان لديه 20،000 دولار في البنك وعليه ديون 55،000 دولار. لم يكن هناك أموال تأتي من مشاريعه، وكان الدين شيئا غير مألوف بالنسبة لي (والدي كان يدفع لي ثمن كل شيء من أيام الكلية).
صرفنا 8000 دولار على حفل زفاف صغير في بداية عام 2014. وبعد ذلك بفترة قصيرة، علمت أنه كان لدينا 200 دولار فقط بالإضافة إلى ديون دراسته في الكلية. ذلك كان مخيفا.
وكنت بائسة في وظيفتي، أعمل 90 ساعة في الأسبوع، وعندما جاء أندرو المنزل بعد الاستماع إلى بودكاست “ديف رمزي” عن أهمية وضع ميزانية والخروج من الدين، لم أكن أريد أن أسمع ذلك. آخر شيء كنت أريد أن أفعله أن أقتطع من وسائل الترفيه، والتي كان كل ما نتطلع إليه في نهاية يوم عمل مجهد.
احترقت في العمل، قلت لأندرو إنني أريد أن أترك العمل. في ذلك الوقت كان عمله من خلال TheBeanCounter.com الذي يقدم المشورة المهنية للطلاب قد انتهى، وبدأ يعمل مقاولا بالساعة خلال الموسم الضريبي. لكنني كنت أتطلع لما سيحصل بعد أشهر من مقاومة ضغط أندرو علينا لميزانية صارمة، واضطررت لأن أقبل بهذا الوضع إلى أن يحدث شيء جديد.
نحن نتعقب كل نفقاتنا في جدول بيانات. تعلمت كيف استخدم بطاقات الائتمان بأدنى حد، أدركت أيضا كم كنا ننفق على الأشياء التي لم تكن تجلب لنا السعادة بالضرورة.
وبعد 14 شهرا، سددنا كل ديوننا، وأصبح لدينا الآن 80،000 دولار للعيش منه. والأفضل من ذلك، تركنا العمل الذي كان لدينا لنعمل على مشاريعنا. أنا شغوفة بالأعمال الرقمية وكتابة الرواية والعيش والسفر في الخارج والبقاء في مساكن بسيطة كالتي يوفرها موقع Airbnb. نحن حاليا في كوستاريكا وسنسافر إلى إسبانيا وإيطاليا وتايلاند الشهور المقبلة. لسنا مضطرين الآن للعمل مدة 20 عاما في شركة حتى نتمكن في يوم من الأيام من أخذ إجازة لمدة أسبوعين إلى إيطاليا.
هذا الصباح استيقظت في الساعة السابعة، وأنا جالسة على الفناء، وأسير بين الجبل الجميل، وزوجي يحتسي عصير الأناناس الطازج ويعمل في وظيفة أحب إليه من سابقاتها.

كاري شين
مؤسسة مشاركة لشركة تسويق مقرها واشنطن العاصمة
كاري تحكي: عندما طُلِّقت قبل أربع سنوات، جلست في منزل أمي مدة 10 أعوام، لأعمل بدوام جزئي ككاتبة حرة وعشت في منزل كبير في ضاحية باهظة الثمن. زوجي، كان ناشطا في إحدى جماعات الضغط بواشنطن، كان يحصل على دخل يتكون من سبعة أرقام، وكان يحب أن ينفق باستمرار، سواء على بطاقات البيسبول، والملابس، والرحلات باهظة الثمن أو ألعاب للأطفال.
سهرت إحدى الليالي حتى الثانية صباحاً في محاولة لمعرفة أي الفواتير سأتمكن من دفعها. كنت متوترة عندما أدخل إلى المتاجر، خائفة أن واحدة من بطاقات الائتمان الخاصة بي سيتم رفضها، وغالبا ما كان الأمر كذلك. كنا نذهب لقضاء إجازات في فنادق من فئة الخمس نجوم، ولكنني لم أكن أتمتع بها لأننا كنا نتعامل مع الديون.
كل ذلك كان ضد قيمي الأساسية وميولي لأنني مقتصدة بطبيعي. أنا أحب الميزانيات والعيش في حدود إمكانات محددة.
على الرغم من أننا على حد سواء قد استقلنا من أعمالنا، قضينا كل مدخراتنا على الطلاق. لم أكن متأكدا كيف كنت سأكسب لقمة العيش، ولكني قسمت منزلي نصفين لمشاركته مع نزلاء بمقابل مادي، وبعد فترة وجيزة بعت المنزل.
بهذا المبلغ، اشتريت منزلا ذا مساحة صغيرة ومتعدد الطوابق في حي “الكابيتول هيل”. المنطقة التي يعمل بها عدد قليل من الفنادق، فكان الموقع يعني أن الكثير من الزوار بحاجة إلى مكان للإقامة به. دفعت نقدا لشراء المنزل، وقمت بتجديده، وجعلت الطابق الأول منه هو الشقة الخاصة بي أو غرفة النوم إن صح التعبير، وقمت بوضع باقي غرف المنزل للإيجار على موقع Airbnb.
في الوقت نفسه، تأملت الخيارات المهنية المتاحة أما، وربما كنت سأعود إلى جذوري في العمل الإخباري في وظيفة مبتدئة في محطة تلفزيون أو صحيفة. في نهاية المطاف، بدأت أنا وصديقة لي عملا تجارياً في التسويق الرقمي، أنشانا وكالة أسميناها Agency Sasse، والتي سرعان ما انطلقت بفضل دخلي والاستثمارات وإيرادات الإيجار.
أنا الآن مسيطرة على وضعي المالي. في السنوات الخمس الماضية، لم أتجول داخل المتجر وأنا أشعر بالقلق أبدا من أنه سيتم رفض بطاقة الائتمان الخاصة بي. وكنت أشتري البقالة، وأنا أعلم كم يمكنني أن أنفق وفقاً لميزانيتي. أذهب في إجازة، ولكن فقط مرة واحدة في السنة. أخطط لذلك، وكان ذلك في حدود إمكانياتي. عندما طُلقّت، كان الأمر مخيفا. ولكنني وجدت حرية بأن تكون وفيا للقيم المالية التي أؤمن بها.
الآن هل ترى أن المال بإمكانه أن يشتري السعادة؟ ربما في وسعه أن يفعل ذلك، ولكنه يعتمد على الطريقة التي تنفق بها وعلى أي شيء تنفقه.

المصدر : موقع ارقام ديجيتال

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى