غير مصنف

الدلابيح يستخدم “الحمأة” لإنتاج السماد الزراعي ويحصد جائزة البحث العلمي

هاشتاق عربي

الغد – منى أبوحمور

 المخاطر الكبيرة التي يخلفها طفح المياه العادمة على البيئة والصحة دفعت المهندس الأردني قيس الدلابيح للتفكير في مشروع لاستثمار هذه المياه والاستفادة منها، بعد معالجتها والقضاء على المشاكل البيئية والصحية التي تؤثر على الوطن والمواطن.

تركيز الجهود المحلية والعالمية نحو المخاطر البيئية، والتي تتسبب بها المياه العادمة، ولدت لدى الدلابيح فكرة إقامة مشروع لمعالجة المياه العادمة مكنته من حصد جائزة البحث العلمي لطلبة الجامعات الأردنية للعام 2018/2017 من خلال معالجة المياه العادمة، واستخلاص مادة “الحمأة” واستخدامها.

و”الحمأة” وفق الدلابيح، عبارة عن مواد صلبة تخرج من محطات معالجة المياه العادمة، مادة خطيرة ذات ضرر كبير على البيئة والإنسان، حيث تقوم محطات معالجة المياه العادمة على تجفيف هذه المادة لمدة تتراوح من 4_7 أيام، وبعد انتهاء مدة التجفيف، تنقل هذه “الحمأة” بواسطة الآليات إلى المكبات الخاصة بها.

وتدور فكرة مشروع الدلابيح حول طمر “الحمأة” في الأرض، خصوصا في فصل الشتاء، لعدم القدرة على تجفيفها بسبب إنخفاض درجات الحرارة، حيث يتم طمرها إلى طبقات الأرض الداخلية، حتى تصل إلى مسافات عميقة، وذلك لتلافي الأضرار الناجمة عنها عند طمرها.

ويؤكد الدلابيح أن الحاجة أصبحت ملحة في الوقت الحالي للتفكير بمشاريع بيئية تساهم في الحفاظ على المناخ، وتقلل من المخاطر التي أصبحت تهدد كوكب الأرض ويؤثر بشكل كبير على الحيوان والإنسان والنبات، ما جعله يفكر مليا في هذا المشروع.

“المخاطر الكبيرة التي تنتج عن مادة الحمأة يجعل وجودها في محيطنا أمرا في غاية الخطورة”، حيث تحتوي على 95 % مياه، وما تبقى هي مواد صلبة كما أن طمرها في فصل الشتاء في الأرض دون تجفيف يؤدي إلى تدفق هذه المياه بعد فترة من الزمن في باطن الأرض، واختلاطها بالمياه الجوفية.

ولا تقتصر مخاطر الحمأة على التربة، فحسب وفق الدلابيح إذ تتسبب في القضاء على الحيوانات التي تعيش بالقرب من مكان طمر هذه الحمأة، وإلحاق الضرر بالتربة التي طمرت فيها أو بالقرب منها، بسبب ما تحتويه هذه المادة من مواد خطرة، كيميائية وحيوية.

ويقول الدلابيح أن التلوث البيئي الناتج عن عمليات نقل وتجفيف “الحمأة” يلحق الضرر بالإنسان، بسبب انبعاث الرائحة التي تنتقل بواسطة الهواء، سيما وأنهم يستغلون مناطق واسعة وكثيرة لعملية الطمر.

ويضيف الدلابيح، في السنوات الأخيرة يتطلع الأردن، للطاقة البديلة، وكما تم ملاحظته فإن الطاقة المتجددة كأشعة الشمس أصبحت إحدى العوامل المهمة في إنتاج الطاقة الكهربائية وغيرها الكثير كالرياح، وإعادة تدوير المخلفات الصلبة، للمحافظة على البيئة ولتطبيق مبدأ الاستدامة في فكرة استخدام هذه “الحمأة”.

وينوه بدوره إلى أن هذه الفكرة هي الأولى من نوعها، ولم تنفذ من قبل في الأردن، حيث يقدم المشروع فكرة ريادية بيئية اقتصادية، من خلال استخدام مادة “الحمأة” التي لم تستغل يوما كعامل اقتصادي.

ويشير الدلابيح إلى العائد الاقتصادي المهم لاستخدام مادة “الحمأة”، الذي يتم من الاستفادة بشكل كبير، من مادة تقوم أكثر من 32 محطة معالجة مياه عادمة في الأردن على إنتاجها بكميات كبيرة جدا، ثم تطمر ولا يستفاد منها، وعلى العكس فإنها تشكل أضرارا يصعب معالجتها في المستقبل، وأيضا تكبد الدولة تكاليف نقلها من المحطات الى مواقع الطمر.

يقول الدلابيح، “السؤال الذي يراودني بين الحين والأخر، ماذا لو استخدمت هذه الحمأة واستغلت بالأردن، ماذا يستفاد منها؟”، مبينا أن أفضل الأمور التي استنتجها بعد تخرجه من جامعة البلقاء التطبيقية، ومناقشة مشروع تخرجه الهندسي الذي يهتم بهذه المادة، وحصوله على جائزة البحث العلمي من مركز دراسات الشرق الأوسط، أن استخدام هذه المادة في عمل منتج سماد يستخدم في التربة الزراعية، والتي يتم فيها زراعة الأشجار الحرجية وأشجار الزينة، وفي الغابات التي تحتاج الى معالجة لتربتها، فضلا عن استخدامها الحمأة في استخراج الغازات، منها مما يعني فائدة فرعية كبيرة.

إلى ذلك يساهم مشروع استخدام “الحمأة” في إنتاج سماد زراعي في المحافظة على البيئة من خطر طمر مادة الحمأة، المحافظة على صحة الإنسان من خطر تلوث الهواء الناجم عنها، والمحافظة على التربة عند طمر هذه المادة دون معالجتها، وأيضا المياه الجوفية من التلوث، فضلا عن استغلال الأراضي في الزراعة بدلا من استخدامها كمناطق للطمر.

ويطمح الدلابيح إلى الحصول على تمويل ودعم لمشروعه، حتى يتمكن من البدء في تنفيذه، ليرى النور لما له من فوائد كبيرة جدا على البيئة والصحة من جهة، والعائد الاقتصادي من جهة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى