اتصالاتالرئيسية

ما يجب أن تعرفه عن تكنولوجيا الجيل الخامس في2020

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

هاف بوست بالعربي – هذا الموضوع مترجم عن صحيفة ” النيويورك تايمز” الأمريكية.

مثل كثير من المستخدمين لا تملك كاثرين شيبر، المحامية المقيمة بمدينة سياتل، خط هاتف أرضياً. تعتمد كاثرين على هاتفها الذكي لإجراء المكالمات ومحادثات الفيديو، لكن الشبكة لا تكون جيدةً في كل الأماكن.

لذا تجد كاثرين متحمسة لوصول تكنولوجيا الجيل الخامس للشبكات اللاسلكية والتي كانت محل تكهناتٍ مستمرةٍ طوال السنوات القليلة الماضية. قالت شركات الخدمات إن النظام الجديد سيقلِّل من الضغط على الشبكات، وسينقل البيانات بسرعةٍ تسمح لمستخدمي الهواتف الذكية بتحميل الأفلام في بضع دقائق. حتى إنه قد يساعد السيارات في قيادة نفسها. 

تقول كاثرين: «تبدو تكنولوجيا الجيل الخامس كأنها قفزةٌ تطوريةٌ بالغة، لقد سمعت كذلك أنها أكثر استقراراً، وذلك يعني لي الكثير».

مع ذلك يبدو الانتقال إلى تكنولوجيا الجيل الخامس ثورةً تكنولوجية تحدث بالحركة البطيئة. في عام 2019 دشنت شركتا AT&T و Verizon، من كبرى شركات شبكات الهواتف المحمولة بأمريكا، خدمات الجيل الخامس في عددٍ صغيرٍ من المدن. وأصدر صُناع الهواتف عدداً ضئيلاً من الأجهزة المتوافقة مع النظام الجديد. لكن لم تر الغالبية العظمى منا أيَّ تحسُّنٍ ملموسٍ في شبكاتنا الخلوية. 

وفي معرض CES، أكبر معرضٍ للإلكترونيات بلاس فيغاس، الأسبوع الماضي، أصرت شركات الشبكات على أن عام 2020 سيكون سنة تحوُّلٍ في مسار تكنولوجيا الجيل الخامس. قالت شركتا AT&T و Verizon إنهما تتوقعان أن تصبح شبكاتهما من الجيل الخامس متاحةً للجمهور على امتداد الولايات المتحدة هذا العام. بالإضافة إلى ذلك، تقول الشبكات إن 15 هاتفاً على الأقل من الهواتف التي ستُطرَح للأسواق هذا العام ستكون متوافقةً مع التكنولوجيا الجديدة، يمثل ذلك ثلاثة أضعاف ما طُرح العام الماضي.

يقول كيفن بيترسن، المسؤول التنفيذي بإدارة التسويق في شركة AT&T: «سيكون عام 2020 فارقاً؛ لأنك ستحظى بأساساتٍ مبنيةٍ جيداً، وسيبدأ النظام البيئي بالتكون».

ما الذي يعنيه ذلك الكلام المبهم؟

إننا بصدد تغييرٍ تكنولوجيٍّ بالغ الأهمية، قد يكون له تأثيرٌ على تكنولوجيتك الشخصية في السنوات التالية. وبعكس أسلافها، فإن تكنولوجيا الجيل الخامس معقدةٌ ومُربكة.

وإليك ما تحتاج معرفته:

ما هي تكنولوجيا الجيل الخامس؟

بأبسط صياغةٍ، الجيل الخامس نظامٌ معياري خلوي جديد. كانت شركات شبكات المحمول تقفز إلى نظامٍ لا سلكيٍّ جديدٍ كل عقدٍ تقريباً. ومنذ 10 سنواتٍ، وصلت تكنولوجيا الجيل الرابع، بسرعاتٍ واستقرارٍ أكبر بكثيرٍ مما كان عليه الجيل الثالث. قبل ذلك بعقدٍ تقريباً ظهر الجيل الثالث، وكانت سرعته وتغطيته أكبر بكثيرٍ من الجيل الثاني. لعلك فهمت الصورة الآن.

غير أن الجيل الخامس أعقد للأسف. هناك بعض مناحي الجيل الخامس لا يمكن وصفها إلا بمصطلحاتٍ تكنولوجيةٍ شديدة التعقيد.

لتسهيل فهم الجيل الخامس، سنستخدم نكهات الآيس كريم بدلاً من المصطلحات التكنولوجية: 

يُعرف المتغير الفائق السرعة من تكنولوجيا الجيل الخامس باسم «موجة الملليمتر»، ولكن لنسمّها آيس كريم الشوكولاتة. إنه يسمح للشركات بنقل البيانات بسرعاتٍ خياليةٍ، تسمح لك بتحميل فيلمٍ كاملٍ في ثوانٍ.

المشكلة في نكهة الشوكلاتة أن إشارتها تنتقل لمسافاتٍ قصيرةٍ، تسمح لها بتغطية حديقةٍ في نيويورك، لكنها لا تتيح لها تغطية رقعةٍ واسعةٍ من المدينة مثلاً. كما أنها تجد صعوبةً في اختراق العقبات مثل الجدران. لذا ركزت شركتا Verizon و AT&T على نشر ذلك المكون في الأماكن الواسعة مثل الملاعب الرياضية والمسارح المفتوحة.

وبسبب العقبات التكنولوجية التي تواجه تلك التكنولوجيا، فمن غير المرتقب أن نراها تُنصَب على نطاقٍ واسعٍ في أي وقتٍ قريبٍ، إذا كان ذلك سيحدث أساساً، وهو ما يعني أننا لن نحصل أبداً على تلك السرعات الخيالية في أغلب الأماكن.

بدلاً من ذلك، فإن شركات الشبكات ستتحول على نطاقٍ واسعٍ إلى نسخةٍ من تكنولوجيا الجيل الخامس أقل إثارةً. لنسمّها نكهة فانيلا الجيل الخامس.

ستحظى نكهة فانيلا الجيل الخامس بسرعاتٍ أكبر بقدرٍ ضئيلٍ مما هو متاحٌ لدينا الآن في الجيل الرابع. غير أن الفائدة الرئيسية من ورائها ستكون تخفيض هامش التأخير. مثلاً حين تُجري بحثاً على الإنترنت عبر هاتفك لا تظهر النتائج عادةً فوراً، يبلغ التأخير عادةً مئات الأجزاء من الثانية. نظرياً ستخفض تكنولوجيا الجيل الخامس ذلك الهامش إلى بضعة أجزاءٍ من الثانية. (وللإيضاح، فإن تكنولوجيا نكهة الشوكولاتة تقدم ميزة تخفيض هامش التأخير كذلك).

تقول شركتا AT&T و Verizon إن شبكات الجيل الخامس الخاصة بهما، والتي ستكون مبنيةً في معظمها من فانيلا الجيل الخامس، مع ملعقةٍ صغيرةٍ من نكهة الشوكولاتة، ستُفعَّل في كل أنحاء الولايات المتحدة هذا العام. أما شركة T-Mobile التي فضَّلَت إنشاء شبكاتٍ تعتمد على تكنولوجيا فانيلا الجيل الخامس استخدام تكنولوجيا نكهة الشوكولاته، فتقول إن شبكات الجيل الخامس الخاصة بها متاحةٌ على امتداد الولايات المتحدة بالفعل منذ العام الماضي.

باختصار، لن يكون التحول إلى الجيل الخامس مذهلاً، لكنك ستلاحظ على الأغلب تحسُّناً جلياً.

هل تكنولوجيا الجيل الخامس أسرع من الواي فاي؟

في بعض الحالات نعم. في حين أن الواي فاي بالغ السرعة، فإنه يسحب البيانات عبر اتصالٍ واسع النطاق، والذي هو عرضةٌ لتقلُّبات الأداء حين يكون بالجوار آخرون يستخدمونه. تنقل تكنولوجيا الجيل الخامس بتصميمها قدراً كبيراً من البيانات بكفاءةٍ أعلى، لذا من المتوقع أن تخفف بشكلٍ كبيرٍ من تزاحم الشبكات. وهناك احتماليةٌ مرتفعةٌ أن تحظى باتصالٍ أقوى وأسرع وأكثر استقراراً عبر شبكات الجيل الخامس.

هل أحتاج هاتفاً جديداً لأستمتع بتكنولوجيا الجيل الخامس؟

نعم. سيكون عليك أن تشتري هاتفاً جديداً بمودم اتصالٍ متوافقٍ مع تكنولوجيا الجيل الخامس، لتتصل بتكنولوجيا الشبكات الجديدة.

معظم الهواتف الحديثة المتوافقة مع تكنولوجيا الجيل الخامس مكلفة: مثلاً هاتف Galaxy Note 10 Plus 5G من شركة Samsung، ثمنه 1300 دولار. لكن بشيوع التكنولوجيا خلال الأعوام القليلة القادمة، يجدر بالأسعار أن تنخفض. 

كم ستبلغ تكلفة باقة خدمة الجيل الخامس؟

لا تزال الشركات تعمل على التسعير.

أولى الباقات التي قدمتها شركة Verizon كانت تُضيف 10 دولاراتٍ على قيمة الباقة لملاك هواتف الجيل الخامس، لتتيح لهم ولوجاً على الشبكة. (وهي تروج الآن لتلك الرسوم وهي تبني شبكتها للجيل الخامس)، غير أن رونان دوني، المسؤول التنفيذي في الشركة، يقول إن الشركة كانت تخطط لباقاتٍ من نوعٍ مختلفٍ. وستكلف الباقات التي تتيح ولوجاً إلى كلتا التقنيتين: فانيلا الجيل الخامس، ونكهة الشوكولاته تكلفةً أكبر من غيرها، في حين قد تكون الباقات التي تتيح لوجاً إلى تقنية فانيلا الجيل الخامس فقط، أقل كلفةً. (ورفض أن يصرح بأسعارٍ محددةٍ).

يقول دوني: «إليكم خطة أسعارٍ تأتي بهامش تأخيرٍ منخفضٍ للغاية، وهي جزءٌ من باقة هواة الألعاب، أو قد تكون جزءاً من باقة الأفلام والترفيه، بسبب هذه القدرة على فصل مكونات الشبكة يمكنك أن تشهد ثورةً لنوعٍ جديدٍ من الأسعار ونماذج الخطط».

خطة الأسعار المسماة الخطة الإضافية غير المحدودة لشركة AT&T والتي تتضمن ولوجاً إلى شبكة الجيل الخامس، تكلف 75 دولاراً شهرياً، لخطٍّ فردي.

أما شركة T-Mobile فتقول إن الولوج إلى شبكتها للجيل الخامس كان متاحاً لعملائها دون تكلفةٍ إضافية.

ماذا عن شبكات الجيل الخامس من نوع إي؟

للأسف زادت شركة AT&T من تعقيد الأمر على عملائها. في أواخر عام 2018، أعادت الشركة الترويج لأجزاء من شبكاتها المنتمية إلى الجيل الرابع على اعتبارها شبكاتٍ من الجيل الخامس من نوع إي. لذلك كان يظهر لعملاء الشبكة الذين يملكون هواتف قديمةً مطابقةً لتقنية الجيل الخامس إشارة 5GE على شاشاتهم.

وللتبسيط، لنتجاهل شبكات الجيل الخامس من نوع إي تماماً؛ فهي ليست حقاً شبكاتٍ من الجيل الخامس.

تروج شركة AT&T لشبكاتها المبنية على تكنولوجيا فانيلا الجيل الخامس باسم 5G، أما شبكات نكهة الشوكولاته فتروج لها باسم 5G Plus.

هل أحصل على اتصالٍ بشبكة الجيل الخامس حين أسافر خارج الولايات المتحدة؟

يعتمد هذا على المكان الذي تسافر إليه (بعض الدول لا تزال لا تملك تغطيةً لشبكات الجيل الرابع). تملك الصين أكبر شبكة جيلٍ خامسٍ في العالم، وتتقدم التكنولوجيا بسرعةٍ في اليابان وكوريا الجنوبية. يهدف الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق التكنولوجيا في مدينة كبيرةٍ واحدةٍ على الأقل من كل دولةٍ من دول الاتحاد هذا العام، وفقاً لدراسةٍ أُجريت لحساب المفوضية الاوروبية. 

ما الذي سأفعله بتكنولوجيا الجيل الخامس؟

ستكون الفوائد على الأغلب دقيقةً وكبيرةً. 

يُعد خفض هامش التأخير أمراً حيوياً لتطبيقات الهواتف الذكية المستقبلية. قد تجعل الواقع الافتراضي أسلس، مثلما يحدث إذا كنت تشاهد بثاً مباشراً بتكنولوجيا الواقع الافتراضي لمباراةٍ رياضيةٍ وأردت أن تنظر إلى الملعب من حولك.

قد يحسّن خفض التأخير كذلك من تجربة ألعاب الفيديو: إذا كنت تلعب لعبة رمايةٍ مع صديقٍ على الإنترنت مثلاً، سيكون هناك هامش تأخيرٍ أقل بين ضغطك للزر وحركتك في اللعبة.

سيساعد خفض التأخير كذلك الأجهزة المتصلة بالإنترنت على أن تتواصل بعضها مع بعض فورياً. لهذا يعتبر التقنيون تنصيب شبكات الجيل الخامس خطوةً فارقةً نحو عالمٍ من السيارات آلية القيادة. إن كانت سيارتان مزودتان بتكنولوجيا الجيل الخامس فهما تستطيعان إخبار بعضهما بعضاً إن كانتا ستتوقفان. أو إذا كانت السيارة تعطي إشارةً لتنعطف يميناً، فيمكنها التواصل مع السيارات خلفها لتخبرها بانعطافها، حتى تتسنى لهن تهدئة السرعة أو تغيير المسار.

يقول فرانك جيليت، المحلل التقني لدى شركة Forrester Research: «يمكنك أن ترى لم لا يعد هذا مهماً اليوم، لكنه سيكون مفيداً جداً في الغد».

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى