الرئيسيةريادة

البواب… تعتلي منبر التكريم وتظفر بالوسام البلاتيني لصانعات التغيير

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي 

ثمة نساء غيرن في مجتمعاتهن، ووضعن بصماتهن بإنجازاتهن وإسهاماتهن الجليلة التي حققنها في ميادين عملهن، فأحدثن الفرق. لكن ما قيل لا ينطبق تماما على الدكتورة عبير البواب، الأستاذة في قسم الكيمياء في كلية العلوم في الجامعة الأردنية، والمدير السابق لصندوق البحث العلمي، فهي لم تحدث التغيير، بل صنعته وشكلته عبر سياسات أرست دعائمها عبر مشوارها العلمي والعملي، وفي كل موقع إداري تقلدته، فكانت بمثابة مصدر إلهام وقدوة لمن حولها.

وها هي تلفت الأنظار من جديد، وتقلب كل التفاصيل، بإنجازات تخطت بها كل الحدود، حلقت بها من مدارج التميز والريادة حتى أوصلتها إلى منابر التكريم، لتتوثب بأقدامها عتبات التاريخ الذي فتح لها صفحاته وتسجل المجد بحروف من ذهب.

بجدارة، وعن استحقاق، أحرزت البواب (الوسام البلاتيني) لصانعات التغيير 2019 على مستوى الوطن العربي كله، ولقب صانعة التغيير، وذلك في مسابقة وسام المرأة العربية صانعة التغيير، ضمن فعاليات المؤتمر العربي التاسع للمرأة العربية الذي عقد مؤخرا في القاهرة برعاية وزير الخارجية المصري الدكتور محمد العرابي، وحمل هذا العام شعار” المرأة العربية … قوة التأثير نحو قيادة التغيير”.

وحازت البواب على (الوسام البلاتيني) الذي يعد أرفع أوسمة المسابقة بعد منافسة خاضتها أمام أكثر من (1200) شخصية عربية قيادية تميزت في مجال تخصصها العلمي والتعليمي والبحثي والصحي والاجتماعي، جرى ترشحهم للمسابقة، من (17) دولة عربية ، حيث ارتأى القائمون على المؤتمر بتكريم ثلة من النساء ممن حققن الريادة والقيادة في مجال عملهن، تقديرا لإنجازاتهن، وتحفيزا لهن على مزيد من العطاء والإبداع.

البواب بحصولها على الوسام عن القطاع الأكاديمي والتعليمي، أثبتت للعالم، أن المرأة العربية على وجه العموم، والأردنية على وجه الخصوص، استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، قادرة على فعل المستحيل، وتحقيق الكثير من الريادة والإنجاز، لتكسر بذلك هيمنة الرجال على المشهد العلمي والعلمي الذي ما عاد حكرا عليهم، فحبها لعلمها، وإخلاصها في عملها، وتحملها لما يستوقف مسيرتها، جعل منها القيادية، وصاحبة التجربة الفريدة، التي ينهل منها الأجيال المتعاقبة.

البواب وفي تصريحات صحفية لها تعقيبا على هذا التكريم، أعربت عن شكرها وامتنانها لكل من كان له دور سواء كان من بعيد أو من قريب في حصولها على الوسام، الذي جاء نتاج حب بادله فيها (علم الكيمياء) الذي عشقته منذ نعومة أظفارها من جهة، وحب من حولها من جهة أخرى. وقالت أجمل ما في المسابقة أنني رشحت لها دون علمي، ودون طلب مني، فقد قرر طلبتي في المرحلتين البكالوريوس والدراسات العليا، وزملائي في العمل من أساتذة وموظفين ترشيحي لها، فكانوا سببا رئيسا في حصولي على الوسام، حينها أدركت حجم الحب الذي يكنونه لي بعد أن ترجموه في مبادرتهم هذه، مؤكدة أن هذا الحب يشكل وساما بحد ذاته بالنسبة لها، تتفاخر وتتباهي فيه. وأضافت البواب أن المسابقة وبحسب شروطها جاءت على ثلاثة مراحل، الأولى والتي لم أكن على علم بها كانت ترشيح اسمي من قبل من حولي من أصدقاء وزملاء وطلبة، وأهل، والثانية حيث يأتي دوري فيها من خلال إرسال تقرير يتضمن سيرتي الذاتية وإنجازاتي في مجال العمل، أما الثالثة هي مرحلة التصويت للمرشحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتزامن مع تلك المرحلة تقوم المؤسسة التي تعمل بها المرشحة بتوجيه كتاب تزكية بحق المرشحة للقائمين على المسابقة.

صدى الإنجاز الذي حققته البواب لم يكن مقصورا على علم الكيمياء وحقل التعليم، بل تجاوز الآفاق إلى علم الإدارة، فمسيرة البواب التي امتدت لعشرين عاما تخللها عمل إداري، أحدث فيه الأثر الكبير أثناء عملها مديرة لمركز حمدي منكو للبحوث العلمية في الجامعة الأردنية أكثر من ست سنوات، وتسلمها لعمادة البحث العلمي مدة عامين، وأخيرا إدارتها لصندوق البحث العلمي زهاء العام ونصف.

عن ذلك، قالت البواب: أثناء عملي في الإدارة حاولت قدر المستطاع أن أحدث الأثر، وأصنع التغيير من خلال صياغة سياسات شكلت مرجعا يستعان به لمن تسلم من بعدي، فغيرت الكثير من أساليب الإدارة والتعامل، وسعيت قدر الإمكان إلى زرع الثقة وحب العمل، والتحفيز على الإنجاز في نفوس من توليت إدارتهم عن حب وقناعة، ليسيروا على ذات النهج على الدوام.

البواب لم تتردد لحظة عن إهداء الوسام إلى جامعتها الأم الجامعة الأردنية التي كانت هي الأخرى سببا في بلوغه، حيث قدمت الدعم لها خلال مراحل المسابقة، من خلال تزكيتها للقائمين على المسابقة، وقالت: مشاعر مختلطة تختلجني اليوم، ما بين فرح وسعادة واعتزاز بحصولي على الوسام، وعرفان لمن وضعوا ثقتهم بي وكانوا سببا في ترشحي له، وبين مسؤولية ازدادت بثقلها على عاتقي وألزمتني بضرورة المواظبة على العمل الدؤوب المنتج، والعلم النافع للحفاظ على هذا الإنجاز، وتحقيق المزيد منه في رحلتي نحو الريادة.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى