مقالات

أهمية التدريب في الإنتاجية والتحفيز

التعاطف مثل العضلات استخدمه أو ستفقده، قد تبدو قراءة رواية عن الحزن والنظر إلى الأعمال الفنية المعاصرة، كأنها جزء من أسلوب الفنون الحرة أو نوع من التسلية لأشخاص يمتلكون وقت فراغ. يشارك طلاب ماجستير إدارة الأعمال في كلية تيبر للأعمال في جامعة كارنيجي ميلون أخيرا في مثل تلك الأنشطة تحت شعار التعاطف، وكي نكون أكثر دقة التدرب على التعاطف.

قبل أن ترفض الفكرة، يجب أن تعلم أن برنامج كلية تيبر جزء من الحملة المتزايدة لنشر ثقافة التعاطف في بيئة العمل، حيث دلت الدراسات المتواصلة على أهمية وفوائد بيئة العمل المتعاطفة حتى إن كان الأمر لا يزال بعيدا على أن يكون معيارا. ينظر إلى التعاطف كونه عاملا مساعدا في جميع مجالات العمل، بدءا من الإدارة إلى بناء العلاقات، وفي التفاوض وحل النزاعات، وكذلك المبيعات والإنتاجية وولاء العملاء. اشتمل مؤشر التعاطف العالمي 2015، على لائحة لأكثر عشر شركات زادت قيمتها أكثر من الضعفين مقارنة بالشركات العشر الأخيرة في المؤشر، وحققت 50 في المائة أرباحا أكثر “تم تحديدها بناء على القيمة السوقية” كما أشارت بيليندا بارمر من “استشارات التعاطف في بيئة العمل” في مجلة «هارفارد بزنس ريفيو».

باختصار، هناك اعتراف عالمي بالتعاطف كميزة أساسية داخل بيئة العمل اليوم، فضلا عن كونه مهارة أساسية في الحياة. هناك مقررات أو مواد اختيارية حول بناء العلاقات والوعي الذاتي أصبحت موجودة في أهم كليات الأعمال مثل إنسياد وكلية لندن للأعمال. ما يقارب 20 في المائة من الموظفين في الولايات المتحدة تلقوا تدريبا في التعاطف كجزء من برنامج تطوير الإدارة، أو تحفيز الموظفين الجدد بمهارة يكتسبها عادة الأشخاص بدرجات متفاوتة لكنها أصبحت مرتبطة في الأعوام الأخيرة بالقيادة الفعالة. يبدو أن المرأة لديها ميزة طبيعية، أظهرت دراسة نشرت في مجلة Psychoneuroendocrinology في 2016 أن التيستوستيرون قد يضعف وظيفة المخ المسؤولة عن تحديد المشاعر وبالتالي التعاطف.

وحول الحديث عن فجوة التعاطف والمشاركة الوجدانية أظهرت الدراسات افتقار الإدارة التي يهيمن عليها الرجال لحد كبير وعديد من الشركات إلى ميزة التعاطف. وأظهر أحد التقييمات لـ15 ألف قيادي أجرته شركة DDI أن 40 في المائة من القياديين في الخطوط الأمامية خبراء في إظهار التعاطف. وبحسب دراسة سنوية أجرتها Businesssolver يرى 92 في المائة من الرؤساء التنفيذيين مؤسساتهم متعاطفة لكن فقط 72 في المائة من الموظفين يقولون إنهم يعملون مع مديرين متعاطفين. تطلق Businesssolver على هذا الفرق اسم “فجوة التعاطف والمشاركة الوجدانية”.

على الرغم من اعتراف 72 في المائة من الرؤساء التنفيذيين بضرورة تغيير الطريقة التي يظهر بها الأشخاص تعاطفهم في العمل، يبدو أن كثيرين يفتقرون إلى أفكار كيفية القيام بذلك. كتب جراها وارد أستاذ كلية إنسياد في أحد مقالاته المنشورة على إنسياد للمعرفة، أن عديدا من التنفيذيين الذين عمل معهم لا يمتلكون حتى المفردات العاطفية الأساسية التي تمكنهم من فهم المشاعر المعقدة الموجودة في المؤسسة والمجتمع.

فالسؤال إذن، هل يستطيع أن يتعلم المرء أن يكون أكثر تعاطفا، بغض النظر عن الجنس وطبيعة الشخص؟

حول الأسئلة المطروحة تجاه التدريب على التعاطف فإن الإجابة القصيرة هي “نعم”. كما كتب جميل ذكي أستاذ علم النفس، ومدير مختبر العلوم الاجتماعية في جامعة ستانفورد في مجلة “هارفارد بيزنس ريفيو”، تكمن الخطوة الأولى للتعاطف في الاعتراف بوجود شيء يمكن بناؤه. وكما أوضحت في كتابي الجديد التعاطف المفتعل Heartificial Empathy توجد خمس طرق للتدرب على التعاطف والمشاركة الوجدانية:

كن مستمعا جيدا: تدرب على الإصغاء من خلال إعادة صياغة الرسالة التي يقولها الشخص أمامك. بإمكانك القيام بذلك مع أي شخص كان، بإمكانك أن تبدأ بمواقف بسيطة، مثل المحاسب في البقالة أو النادل في المطعم. فالمفتاح الرئيس يكمن في التركيز على المعنى المقصود ومشاعر الشخص الذي تتعامل معه.

استكشاف الاختلافات: ضع نفسك في بيئات ينتمي فيها الأشخاص إلى خلفيات مختلفة. على سبيل المثال قد ترغب في الانضمام إلى مجموعة محلية أو التطوع في مكان خيري، وانغمس في تجارب الآخرين المتنوعة.

اقرأ القصص الخيالية: يعرفك الأدب على التعقيدات وطريقة عمل الشخصيات المعقدة التي لا تلتقي بها في الواقع. سلطت الأبحاث الضوء على العلاقة بين الأدب والمهارات العاطفية، سواء بين طلاب المدارس الابتدائية أو القراء المتحمسين مثل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. يبدو أن الخيال يخدع عقولنا ويحملنا على الاعتقاد بأننا جزء من القصة، والعاطفة التي نظهرها تجاه تلك الشخصيات تجعل أدمغتنا تختبر الأحاسيس نفسها تجاه الأشخاص الحقيقيين. لذلك فإن الأسلوب الذي تنتهجه كلية تيبر يستند إلى العلم.

ممارسة اليقظة: تتمحور اليقظة والتأمل حول التركيز على الواقع الحالي. يحتاج المرء إلى أن يكون حاضرا عند الاستماع إلى شخص آخر في سبيل مشاركته وجدانيا. أفضل الممارسات لدي The 10 Minutes Mind لمونيك رودس.

تذكر لماذا: إذا ما عرفت لماذا يتعين عليك أو تحتاج إلى أن تكون شخصا متعاطفا، فستوجد بيئة خصبة لذلك وتبذل الجهد وتجد الوقت للقيام بذلك. إذا كان بإمكان أوباما، وبيل جيتس، وشيرل سانبيرج، إيجاد الوقت الكافي لقراءة القصص الخيالية، فما عذرك؟

الاقتصادية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى