وإذا أقدمت الهند على هذه الخطوة، فستبقى “ليبرا” عملة “فيسبوك” المشفرة، و”الميزان” الشركة المشرفة على العملة، خارج ثالث أكبر سوق في أكثر قارات العالم اكتظاظاً بالسكان؛ وهو ما يهدد بشكل خطيرٍ العملة الرقمية الناشئة.

يأتي هذا الموقف العكسي من جانب الحكومة الهندية بعد أيام فقط من طلب مجلس النواب الأمريكي من “فيسبوك” تأجيل إطلاق “الميزان”، بحيث يمكن وضع تدابير تنظيمية ومناقشتها وسنّها، بحسب ما ذكره موقع “ديجيتال تريندز” اليوم الخميس.

وبالنظر إلى عدد شريحة المستهلكين المتوقعين من عملة “فيسبوك” في الهند، فإن الحظر المقترح من قِبل الهند يشكل تهديداً خطيراً.

وتتبنى الهند استخدام الهواتف الذكية في المعاملات المصرفية، ويشهد اقتصادها نمواً كبيراً ومتسارعاً، ومن شبه المؤكد أن “فيسبوك” قد وضع البلد في الاعتبار ويطمح إلى غزو سوقها، لكن من دونها، يمكن أن تتلاشى آمال “الميزان” قبل تداول عملة واحدة.

قد يبدو من المحير في البداية أن نرى الهند تتخذ مثل هذا الموقف المتشدد من “الميزان”، لكن الأمر يبدو أكثر منطقية عندما يُعرض في سياق تاريخ “فيسبوك” المشكوك فيه والذي يتوسع في العالم النامي، مع محاولة الهند تحقيق السيادة الاقتصادية العالمية.

وعند إجراء مزيد من البحث، فإنها تميل إلى أن تكون قريبة من الاستغلال، وأبرز مثال على ذلك هو مشروع الاتصال بالإنترنت عبر العالم في “فيسبوك”، “facebook.org”، الذي وُجد أنه يسمح فقط بالوصول إلى عدد قليل فقط من المواقع (لتجميع بيانات المستخدم).

ومن الطبيعي أن أي بلد يمنع السماح لشركة ما، تُظهر هذا التجاوز على خصوصية المستخدمين وأمنهم، بممارسة أعمال تجارية داخل حدودها، وفق “ديجيتال تريندز”.

علاوة على ذلك، تتنافس الهند لتصبح قوة اقتصادية عظمى، والسماح لعملة رقمية أجنبية تسيطر عليها بإنشاء متجر في البلاد، سيشكل خطراً على تلك الأهداف.

وحتى تتلقى الهند تأكيدات من “فيسبوك” وعملتها “Libra Association” بأنها لن تسيء استخدام الخصوصية الرقمية لمواطنيها، ولن تضر بمصالحها المصرفية المحلية (الضمان الأخير يصعب ضمانه أكثر من السابق)، يبدو من غير المرجح أن تتزحزح الهند عن الحظر الموعود به.

الخليج اون لاين