مقالات

حان الوقت لتولي المرأة رئاسة مجلس الإدارة

في حال رغبنا في أن تقوم مجالس الإدارات بتحقيق الفائدة لمجموعة أكبر من أصحاب المصلحة، والكف عن التركيز لتحقيق الفائدة على المدى القصير، يجب العمل لدعم المرأة لتتولى منصب رئيس مجلس الإدارة. ولن يتغير المشهد الحالي في الشركات في حال فشلنا في ذلك.

يمثل الرجال أغلبية الأشخاص ممن يشغلون منصب رئيس مجلس الإدارة، إلا أن معظمهم تم اختيارهم عن طريقهم سلفهم، ما يعطي أولئك اهتماما ضئيلا بالمساءلة تجاه أصحاب المصلحة على حساب المساهمين. في المملكة المتحدة، أصبحت أيام مجلس التقارير المالية البريطاني معدودة “التي تعد حارسا للمدققين والمحاسبين وخبراء التأمين” على خلفية تورطه في جدل أكثر من اللازم.

لماذا ترؤس مزيد من السيدات مجالس الإدارات سيقلب اللعبة؟

لدى McKinsey & Company تاريخ طويل من التقارير المنشورة التي أثارت موضوع التنوع في العمل. فالمؤسسات التي يكون فيها التنوع أكبر تتفوق على نظيراتها، وتتغلب على المخاطر بشكل صحي، وتتخذ قرارت أفضل بشأن الاستثمار. يؤدي ذلك بدوره إلى عملاء أكثر ولاء ورضا عند العملاء.

استنادا إلى الأبحاث والاستطلاعات والأدلة التي توصل إليها الزملاء، أصبحنا نعلم أسباب وجود مجلس إدارة فعال. فإلى جانب تلك السمات بما في ذلك النزاهة وقوة الشخصية والشجاعة والذكاء، تبقى المهارات الأساسية هي:

– القدرة على التأثير في الآخرين دون السيطرة عليهم، وجود رؤية مستقبلية، وذكاء عاطفي قوي، ومهارات التدريب.

وتضم قاعدة الهرم المهارات الأساسية والصعبة القابلة للقياس. وفي الوقت الذي تعد فيه تلك المهارات ضرورية، لكن يمكن تدريسها وتعلمها. يضم رأس الهرم المهارات الشخصية التي تتطلب مهارات عاطفية. يمكن تطوير تلك المهارات من خلال الخبرة والممارسة والتركيز.

غالبا ما ترتبط المهارات العاطفية والمهارات الشخصية بالنساء أكثر من الرجال. فعلى الرغم من أن الاختلافات بين السمات “الأنثوية” و “الذكورية” ليس لها تأثير يذكر في كل من الرجال والنساء، إلا أن الأبحاث لا تدعم نظرية أن الرجال أكثر ملاءمة لتقلد دور رئيس مجلس الإدارة.

يجب أن يكون واضحا أن المرأة تمتلك القدرات نفسها التي يمتلكها الرجل في قيادة وترؤس الشركات. إلى جانب ذلك تمتلك حق النجاح والفشل كما الرجل. فالمواهب التي يتمتع بها الرجال ليست أفضل بشكل يجعلنا نتجاهل 50 في المائة من المرشحين المحتملين..

قد حان الوقت لتسريع وتيرة التغيير، نظرا لكون رؤساء مجلس الإدارة مدعوين لتعزيز الانخراط في المجتمع وجميع أصحاب المصلحة، ينبغي أن نفهم بشكل أفضل ما يترتب على دور رئيس مجلس الإدارة. التوصيف الوظيفي يجب أن يتخطى الصورة النمطية للرئيس التنفيذي الاستبدادي، الذي يتمتع بالطموح والحس القيادي والقوة.

المهارات الشخصية من حسن الإصغاء والتعاون والقدرة على نزع فتيل الخلافات وضمان توحيد رأي الأغلبية، جميعها من السمات الرئيسة لنجاح رئيس مجلس الإدارة. من جهة أخرى يعد الإفراط في الشدة، والتناقض، والمبالغة في إعطاء الأوامر من سمات الرئيس الفاشل.

من خلال التصرف كقدوة، تستطيع المرأة التي تتولى منصب رئيس مجلس الإدارة المساهمة بشكل أكبر على الصعيد المجتمعي. على سبيل المثال، بإمكانها أن تكون قوة دافعة لتمكين وتعزيز شريحة أوسع من أصحاب المواهب. ففي المملكة المتحدة تتضاعف أعداد المدافعين عن أحقية المرأة في ترؤس مجلس الإدارة، ومن ضمنهم رئيسات حاليات، وشبكة Women on Boards، والمنتدى الدولي للمرأة، ووكالة رجال للتغيير، والاتحاد البريطاني للصناعة CBI، ومعهد IoD، ونادي 30 في المائة.

في حين تظهر الضغوط الإيجابية من أجل التنوع في مجالس الإدارات نتائج، إلا أنها لا تذكر عندما يتعلق الأمر برئاسة المجلس. هناك عديد من المعارضين لذلك – بمن فيهم المدرسة القديمة التقليدية – الذين يواصلون تعزيز الفكرة الخاطئة بأن يعمل رئيس مجلس الإدارة قبل توليه المنصب تحت نظرهم لعقد من الزمن على الأقل، كما تتذرع شركات إدارة المواهب بأنه من الصعب إيجاد شخصية تصلح لشغل هذا المنصب من النساء، مكررين الحكاية القديمة التي استخدموها قبل وضع الأهداف الموضوعة للمرأة في مجلس الإدارة. لكن تظهر الإحصاءات أن ذلك غير صحيح.

لإيقاف خسارة الثقة بقطاع الأعمال نحتاج إلى دفعة قوية لتحرير مجالس الإدارات المحتجزة كرهينة بسبب التفكير الاختزالي. بحسب أبحاث أجراها ستانيسلاف شيشنيا، أستاذ في كلية إنسياد، ستكون نسبة قيادة المرأة لمجالس الإدارات في الولايات المتحدة فقط 20 في المائة بحلول عام 2027. تلك النسبة غير كافية. حان الوقت للقيام بإجراء فعلي لتسريع عملية الاستحواذ على مزيد من الكراسي، سواء كان ذلك في الشركات العامة أو الخاصة.

سيؤدي دستور حوكمة الشركات الجديد في المملكة المتحدة، الذي يحدد شرط العمل لتسع سنوات في مجلس إدارة واحد، إلى مزيد من التنوع. ويجب أن تبدأ الشركات الاستثمارية بمطالبة الرؤساء غير الأكفاء بالتنحي. فيجب أن تحظى المرأة بمزيد من الرعاة المتحمسين، وتطور على مستوى المجلس، واتحاد مزيد من السيدات للسعي من أجل أدوار أعلى.

سيساعد وجود مزيد من السيدات في رئاسة مجالس الإدارة على إعادة بناء الثقة ببيئة الشركات، وتعزيز قطاع الأعمال الذي تنجم عن أدائه مزايا جمة لمصلحة المجتمع والبيئة. وقد تكون مجرد مفتاح لعصر جديد من الأرباح المستدامة.

الاقتصادية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى