الرئيسيةمقالات

الأهداف الـ 3 للتحول نحو الذكاء الاصطناعي

شارك هذا الموضوع:

المبادرة لتبني الذكاء الاصطناعي، تعني أكثر من مجرد كفاءات تكنولوجية، فهو تحد تنظيمي شامل.

إذا كانت البيانات الضخمة هي الوقود الذي يشعل الاقتصاد الرقمي، فإن الذكاء الاصطناعي هو العربة. فهو ينقل الشركات من النموذج القديم القائم على الأصول المادية إلى حد كبير، إلى آخر قائم على المعلومات، بحيث تذهب الميزة التنافسية لأولئك الذين يستخلصون أكبر قيمة من البيانات في أقل وقت ممكن. سيجب على أصحاب المناصب القيادية، الذين يحاولون تجنب التغيرات الجذرية، وعلى الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تهدف إلى النمو، تعلم قيادة الذكاء الاصطناعي أو البقاء تحت رحمة شركات التكنولوجيا التي تحتكر السوق حاليا.

الأخذ بزمام المبادرة نحو الذكاء الاصطناعي لا يعني فقط دمج التكنولوجيا، بل التأكد من أنها توجد قيمة للمؤسسة والمجتمع. وينطوي ذلك على ثلاثة تحديات: شرح الذكاء الاصطناعي بحيث يتقبله الموظفون والمديرون، تحديد الوقت المناسب والآلية المثلى لتطبيقه، وتوضيح الحدود الأخلاقية.

أشرفت أخيرا على منتدى Digital@INSEAD للذكاء الاصطناعي الذي استضافته “إنسياد”، والذي عقد في سنغافورة وضم العشرات من المتحدثين “زملاء بكلية إنسياد، ورواد أعمال حول العالم”، لمشاركة أفكارهم ورؤيتهم وخبراتهم المتعلقة بتحديات تبني الذكاء الاصطناعي.

يميل الناس إلى مقاومة التكنولوجيا التي يجدونها صعبة. وقد يشكل ذلك عائقا كبيرا أمام الذكاء الاصطناعي كونه ليس مفهوما بالنسبة للمديرين، خاصة الأكبر سنا. ولكن بحسب فيل باركر، أستاذ كرسي في العلوم الإدارية في كلية إنسياد، لا يجب أن ننظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه أمر جديد وغير مألوف. وقد أشار في بداية المنتدى إلى انبهار العالم بالآلة الحاسبة “كمثال عن الذكاء الاصطناعي” في بداياتها، ولكنها أصبحت مع مرور الوقت من الأمور المسلم بها. يقول باركر “خلال 20 سنة، قد ننظر إلى السيارات الذاتية القيادة على أنها مجرد سيارة، وليست بالأمر المهم، كما هو الحال مع الآلة الحاسبة”.

قد يحاول المديرون الذين لديهم رؤية مشوشة حول الذكاء الاصطناعي تفادي التعامل معه بشكل مباشر، ولكن يحذر باركر من أن ذلك سيكون خيارا خاطئا. “آخر شيء تفعله هو بناء مركز بيانات. قم بمراجعة شاملة، واعلم ماذا تريد وأين تكمن القيمة المادية؟”.

من المثير، كيف يشجع باركر جميع العاملين في قطاع الأعمال على محاولة تعلم لغة الترميز. فمن خلال استخدام تلك الأدوات المجانية المتاحة على الشبكة -بما في ذلك فيديوهات التعليم على “يوتيوب”- وتعلم الترميز على GitHub، يستطيع المبتدئون تعلم المبادئ الأساسية والبدء ببناء آلة تعلم بدائية وحلول الذكاء الاصطناعي. في نقاش آخر حول كيفية تسريع عملية فهم هذه المجالات، يخبر باركر الحاضرين أن هدفهم يجب أن يتمحور حول تعلم مزيد من لغة الترميز وبذلك يصبح بإمكانكم فعل أي شيء آخر. فمع لغات برمجة مثل Python، قد تشكل الكلمات الكبيرة والطنانة عبئا. يعمل باركر حاليا على هذه المشكلة من خلال تصميم وتقديم فصول دراسية صغيرة كجزء من برنامج إنسياد العالمي لإدارة الأعمال للتنفيذيين “المبادئ الأساسية للترميز للانتقال إلى المستوى التالي”. بعد دورة مكثفة في الترميز تمتد لبضعة ساعات أو أكثر، يقول باركر، “يندهش الحاضرون كونهم لم يدركوا من قبل أنه بإمكانهم الوصول إلى ذلك. تم إطلاق اثنتين من الشركات الناشئة مباشرة بعد ذلك”.

بمجرد أن يتخطوا كرههم له، يجب أن يقرر القادة والمديرون أين بإمكانهم تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم؟

ناقش فانيش بورانام، أستاذ كرسي في الاستراتيجية وتصميم المؤسسات من رولاند يبرجير، إمكانية استخدام الخوارزميات في مساعدة المؤسسات على إيجاد أفضل الطرق للعمل. على سبيل المثال، قد تبني الشركات “التوأم الرقمي” أو نموذجا حاسوبيا لشبكاتها الاجتماعية ومواقف اللاعبين المهمين. بإمكانها تجربتها قبل اتخاذ أي خطوة لقياس فرص نجاحها.

عند تحويل تركيزه من المستوى التنظيمي إلى المستوى الإداري، يشير بورانام، الذي يشغل منصب مدير برنامج إنسياد للذكاء الاصطناعي، إلى أن كلا من الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي يعملان للتعرف على الأنماط. والقدرة على اكتشاف واستغلال الأنماط الموجودة وسط مجموعة بيانات واسعة، هي التي سمحت لبرمجية ألفاجو من التفوق على “لي. سي. دول” بطل العالم في لعبة جو عام 2016. ولكن لا يعني ذلك أن الذكاء الاصطناعي قادر على فعل كل شيء بشكل أفضل. يوجد اليوم عديد من المهام التي يستطيع الإنسان القيام بها على نحو جيد، ومهام أخرى يشترك فيها البشر مع الخوارزميات ليتفوقوا بها. يقول بورانام: “يمكن أن يتنبأ الإنسان الذكي أو الآلة الذكية بأمور صحيحة، وقد يكون كلاهما مخطئين. ولكن طالما كانا مخطئين بطرق مختلفة، فإن النتيجة الوسط هي الأقرب إلى النتائج الفعلية”…

الاقتصادية

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى